Intikasat Muslimin
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
Géneros
رئاسة النبي والراشدين في ميزان الدولة
سبقت وقلت إن الكيان الذي أقامه النبي محمد
صلى الله عليه وسلم
بالجزيرة كان كونفدرالية قبلية ولم يكن دولة، وأنه كان في سلوكه السياسي نموذجا واضحا لطرائق البداوة ومنطق القبيلة. هنا سأقدم نماذج سريعة من تاريخ الدعوة ليس بقصد الحصر، فكلها لا تنطق بما نفهمه عن الدولة اليوم، ولكن بقصد ضرب المثل وكيف نعمل عقلنا في هذا التاريخ، حتى لا نتعثر ونحن نبحث عن خريطة طريق للخلاص والانعتاق للحاق بآخر قاطرة مغادرة نحو النور.
يروي ابن كثير عن سيرة محمد بن إسحاق عن أحداث عام الوفود.
وقال: محمد بن إسحاق: ولما قدمت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وفود العرب، قدم عليه عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس التميمي في أشراف بني تميم وقالوا: يا محمد جئنا نفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا، قال
صلى الله عليه وسلم : لقد أذنت لخطيبكم فليقل. فقام عطارد وقال: الحمد لله الذي له علينا الفضل والمن هو أهله، وهو الذي جعلنا ملوكا ووهب لنا أموالا عظاما نفعل فيها المعروف، وجعلنا أعزة أهل المشرق وأكثره عددا وأيسرهم عدة. فمن مثلنا في الناس؟ ألسنا برءوس الناس وأولي فضلهم؟ فمن فاخر فليعدد مثلما عددنا، وإنا لو نشاء لأكثرنا في الكلام، ولكن نخشى الإكثار فيما أعطانا إنا نعرف بذلك، أقول هذا لأن تأتوا بمثل قولنا وأمر أفضل من أمرنا. ثم جلس، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
Página desconocida