Intermediate Interpretation - Al-Zuhayli

Wahbah al-Zuhayli d. 1436 AH
86

Intermediate Interpretation - Al-Zuhayli

التفسير الوسيط - الزحيلي

Editorial

دار الفكر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٢ هـ

Ubicación del editor

دمشق

Géneros

مشروعية الدعاء وآدابه وحدود الصوم وما يباح فيه ليلا الدعاء إلى الله تعالى نوع من العبادة والخضوع والتّذلل، فإن الداعي يشعر دائما بالحاجة الملحة إلى ربّه، والاستعانة بعزّته وقوته، وطلب المدد والعون في المحن والبلايا، أو الاستزادة من الخير والتوفيق في وقت الرخاء والنعمة. ثبت عن النّبي ﷺ أنه قال في حديث صحيح: «الدعاء هو العبادة» «الدعاء سلاح المؤمن» . والدعاء مفيد في مصارعة القضاء والقدر، وفي تخفيف المصاب، وفي رفع البلاء وجلب الرزق، قال النّبي ﷺ: «الدعاء يرد القضاء، وإن البر يزيد في الرزق، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه» «الدعاء ينفع بما نزل، ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء» «١» . والدعاء إلى الله أمر مباشر بين العبد وربّه، يسمع صوت عبده مهما كثرت أدعية العباد، ومهما اختلفت الألسنة، وإن كان الوقت واحدا واللحظة واحدة، وسواء أكان الدعاء سرّا أم جهرا، جاء أعرابي إلى النّبي ﷺ، فقال: أقريب ربّنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فسكت عنه فأنزل الله: [سورة البقرة (٢): آية ١٨٦] وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (١٨٦) [البقرة: ٢/ ١٨٦] . وسأل أصحاب رسول الله ﷺ النّبي ﷺ: أين ربّنا؟ فأنزل الله الآية السابقة: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ. الله قريب من عباده، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد، يعلم أعمالهم، ويراقب أحوالهم، يجيب دعوة من دعاه مخلصا له، قد شفع دعاءه بالعمل الخالص لوجه الله سبحانه.

(١) انظر الجامع الصغير: حرف الدال.

1 / 89