Intercession in the Prophetic Traditions
الشفاعة في الحديث النبوي
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Ubicación del editor
بيروت - لبنان
Géneros
وللحديث «إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» (١).
وأما ما حصل لأبي طالب فإنها خصوصية ورجا النبي ﷺ أنه إذا اقر الشهادتين ولو كان في تلك الحالة انه ينفعه بخصوصه وتسوغ شفاعته له لمكانة أبي طالب عنده ولهذا قال «أجادل لك بها واشفع لك» (٢).
الوقفة الثالثة:- قد يعترض بامتناع نفع الشفاعة لمن مات كافرًا بقوله تعالى: «فما تنفعهم شفاعة الشافعين» (٣)، فما وجه النفع بقوله "لعله تنفعه شفاعتي"؟ أجاب الإمام القرطبي: «إن شفاعته ﷺ لعمه لا تنفع في الخروج من النار كعصاة الموحدين الذين يخرجون منها ويدخلون الجنة» (٤).
أي أن الآية تعني المنفعة المراد منها الاخراج من النار، بمعنى: فما تنفعهم شفاعة الشافعين في ان يخرجوا من جهنم. واما الحديث فمضمونه يختلف، فانه يعني شفاعة التخفيف لا الاخراج. (٥)
وأجاب إبن حجر: «بانه خص ولذلك عدوه من خصائص النبي ﷺ» (٦)، وقول الحافظ هذا هو الأولى -والله اعلم-.
المسألة الثانية: شفاعة بقية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:-
إن الأنبياء ﵈ يشفعون كما يشفع النبي محمد ﷺ وان كانوا لا يملكون بعض أنواع الشفاعة مما خصّ به نبينا محمد ﷺ (٧).
ولكن من حيث اصل الشفاعة فهم يشفعون كما ثبت ذلك بصريح الأحاديث الصحيحة. فقد أخرج الشيخان وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري ﵁ عن النبي ﵁: «... شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبقَ إلا ارحم الراحمين ...» (٨).
(١) الحديث عن إبن عمر ﵄، انظر تخريجه في المسند الجامع ١٠/ (٨١٠١).
(٢) انظر فتح الباري، إبن حجر ٨/ ٦٥٠.
(٣) المدثر/٤٨.
(٤) التذكرة ١/ ٢٨٦، وانظر فتح الباري ١١/ ٥٢٦.
(٥) انظر الاساس في السنة، قسم العقائد، سعيد حوى ٣/ ١٣٣٩.
(٦) فتح الباري ١١/ ٥٢٦، انظر عمدة القاري، العيني ٢٣/ ١٢٦.
(٧) انظر الاساس في السنة، قسم العقائد، سعيد حوى٣/ ١٣٣١.
(٨) انظر تخريجه برقم (١٤).
1 / 103