Humanismo: Una Breve Introducción
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
قد يكون من الأسباب الأخرى لتنامي شعبية الجنازات الإنسانوية أن الأشكال الدينية المختلفة من الجنازات عادة ما تركز على تعظيم الإله، وأحيانا ما لا يذكر المتوفى إلا نادرا. أما الجنازات الإنسانوية، فهي في الأساس احتفاء بحياة الشخص الذي توفي، وهي بالمقارنة بالطقوس الدينية التقليدية توفر فرصة أكبر للأصدقاء والأقرباء للتعبير عن مشاعرهم والإعراب عن تقديرهم للإنسان الذي انتهت حياته.
قيل لي مؤخرا، وأعتقد لأسباب وجيهة، إن ازدياد شعبية الجنازات الإنسانوية كان له تأثير غير مباشر على الكيفية التي تباشر بها الجنازات الدينية اليوم. ففي بريطانيا اليوم، تميل الجنازات الدينية إلى التركيز على الاحتفاء بحياة المتوفى أكثر مما اعتادت أن يكون عليه الحال، وكثيرا ما تمنح الأصدقاء والأهل فرصة أكبر بكثير للإعراب عن تقديرهم للشخص المتوفى والاحتفاء بحياته، بل وربما اختيار موسيقا وقراءات غير دينية إن استشعروا أنها ستلائم المناسبة أكثر. والحقيقة أن بعض الجنازات الدينية اليوم لا يمكن تفريقها عن نظيراتها من الجنازات الإنسانوية، اللهم إلا أن من يباشرها شخص يرتدي ملابس دينية.
لا يستحسن الجميع هذا الاتجاه. أعرب مؤخرا أحد القساوسة بمقاطعة كنت - القس إد توملينسون - عن توجسه من عدد الجنازات التي يباشرها دون محتوى مسيحي أو قدر بسيط منه، وهو يرى أن الجنازة المسيحية تؤدي وظيفتين:
أولا: أن تتيح الفرصة لتوديع المتوفى، وثانيا: أن نعهد بأحبائنا إلى الإله الحي راجين أن يغفر ذنوبهم وأن يهبهم حياة أبدية ... وما أتحسر عليه كثيرا هو أن النقطة الثانية تغيب عن المشهد، وتطغى عليه كليا النقطة الأولى.
وقد شكك القس توملينسون في طبيعة الجنازات الإنسانوية، مشيرا إلى أن أفضل ما يمكنها تقديمه هو:
قصيدة تلقيها الجدة مع رسالة عذبة الكلمات من أحد نجوم البوب قبل أن يوضع المتوفى بالمحرقة دون أي أمل معقود على نشوره.
مما لا شك فيه أن الجنازات الإنسانوية «يمكن» أن تكون سطحية وغير مرضية، إلا أن الأمر نفسه ينطبق على الجنازات الدينية. فبالنسبة إلى اللادينيين، يمكن أن تبدو الطقوس الدينية عديمة الفائدة وغير مرضية إن كان هدفها الرئيسي تعظيم الإله، ولا يقال سوى القليل، إن قيل أي شيء من الأساس، حول شكل وطبيعة الحياة التي عاشها الشخص المتوفى. وغالبا ما تكون الجنازات الإنسانوية مبهجة ومحركة للمشاعر، بل يمكنني القول إنها تكون مناسبات روحية، رغم غياب الوعود المشكوك فيها بالنعيم في السماء عندما نموت. وأرى أنها تقدم نسخة أكثر نضجا من القيم الروحية. (4) ماذا تكشف المناسبات الإنسانوية عن الإنسانوية؟
النحو الذي تطورت به المناسبات والاحتفالات الإنسانوية ويجري مباشرتها به يكشف قدرا كبيرا مما يعتبره الإنسانويون الأولى بالأهمية؛ فجنازات الإنسانويين - بوجود الإنسان في محور تركيزها وطابعها المخصص - هي احتفاء بهذه الحياة، لا حياة مستقبلية خرافية. وينصب تركيز حفلات زفاف الإنسانويين على التعبير عن حب الشريكين أحدهما الآخر والتزام كل منهما تجاه الآخر، وليس إبرامهما عقدا من نوع ما تفرضه عليهما الدولة أو السماء. والاحتفالات الإنسانوية لإطلاق الأسماء على الأطفال لا تركز على إلزام الطفل بإله أو دين معين لبقية حياته الطبيعية وما بعدها، بل على السماح للأبوين وغيرهما من الأصدقاء المقربين والأهل بالتعبير عن التزامهما بمساعدة الإنسان الجديد القادم للحياة على النمو على نحو طبيعي؛ الأمر الذي يتضمن عند الإنسانويين مساعدته على اكتساب النضج والمهارات الضرورية لتحمل مسئولية تكوين معتقداته الخاصة وإصدار أحكامه الأخلاقية بنفسه.
وأحد أسباب ذيوع شهرة الاحتفالات الإنسانوية هو ازدياد إدراك الناس أن الرؤية الإنسانوية لما هو أولى بالأهمية حقا في الحياة هي نفس رؤيتهم.
مراجع
Página desconocida