Humanismo: Una Breve Introducción
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
عندما نتأمل الحيوات ذات المعنى ونقارنها بالحيوات الخالية من المعنى، قد لا نجد سمة وحيدة تشترك فيها الأولى كلها وتفتقر إليها الثانية، لكننا سنجد الكثير جدا من العوامل التي لها تأثير على إكساب الحياة معنى، من ذلك بعض العوامل التي ألمحنا إليها بالفعل: مشروع جرى اختياره بمحض إرادة الفرد، أو مشروع أخلاقي إلى حد كبير، أو مشروع يتم تنفيذه بتفان ومهارة كبيرين، أو الاشتراك في أنشطة تساعد الآخرين أو تثري حياتهم ... وما إلى ذلك. والفكرة القائلة بأنه لا تكفي أي من تلك السمات المادية - وأن مكونا سحريا ما لا ينتمي إلى هذا العالم ضروري كي يكون لحياتنا معنى فعليا - قد ترجع جزئيا إلى فشلنا في إدراك أن مفهوم الحياة ذات المعنى، مثل مفهوم اللعبة، هو مفهوم التشابه العائلي. والحديث عن معنى الحياة «الوحيد» قد يكون عرضا لهذا الارتباك. (3) هل الإله ضروري من أجل الوصول لحياة ذات معنى؟
في الوقت الذي نسعى فيه بصعوبة إلى وضع تعريف فلسفي محدد لما يجعل الحياة ذات معنى، عادة ما سيتفق أغلبنا على الحيوات ذات المعنى والحيوات المفتقدة للمعنى؛ فثمة إجماع واسع النطاق على أن ماري كوري، مثلا، وسقراط وروبرت فالكون سكوت عاشوا حيوات عظيمة المعنى وبالغة الأهمية، في حين أن متبعي الأوامر دون تفكير أو شخصا كرس حياته كلها لتعذيب الحيوانات الصغيرة لم يعش مثل هذا الحياة.
إلا أن بعض التوحيديين يقولون إن لم يكن الإله موجودا، فلا توجد حياة ذات معنى، حتى حياة ماري كوري أو سقراط أو روبرت فالكون سكوت. والآن دعونا نلق نظرة على ثلاث من تلك الحجج. (3-1) الحجة الأخلاقية
إحدى الحجج البسيطة التي قد تستهوي البعض هي أن الحياة ذات المعنى هي حياة مستقيمة أخلاقيا؛ لكن منظومة الأخلاق متوقفة على الإله؛ ومن ثم لا يمكن أن توجد حياة ذات معنى من دون الإله.
سبق أن طالعنا سببين مفضيين إلى عدم استقامة هذه الحجة.
أولا: بالتأكيد كانت حياة كبار الفنانين والموسيقيين والمستكشفين والعلماء عظيمة المعنى، رغم أن هؤلاء الأفراد لم يكونوا ذوي أخلاق سامية على نحو خاص. وبينما يمكن أن تكون الحياة الأخلاقية حياة ذات معنى، لا توجد ضرورة كما يبدو كي تكون الحياة ذات المعنى حياة أخلاقية على نحو خاص (رغم أنه كما رأينا ثمة خلاف حول أن مشروعاتهم الرئيسية يجب أن تكون أخلاقية إلى حد كبير). في هذه الحالة، حتى في حالة عدم وجود ما يعرف بمنظومة الأخلاق، لا يزال بالإمكان وجود حياة ذات معنى.
ثانيا: «تفترض» هذه الحجة في كل الأحوال أن منظومة الأخلاق متوقفة على الإله؛ وهو زعم سبق وطالعنا أنه تكتنفه الشكوك (انظر الفصل الرابع). (3-2) حجة الغاية الأساسية
حجة أخرى مؤيدة للنتيجة القائلة بأن الحياة ذات المعنى تقتضي وجود الإله، محور تركيزها «الغايات أو الأغراض الأساسية». بالطبع تكون الحجة كالتالي: تتمتع أي حياة بمعنى بسبب تمتعها بمسعى أو هدف نهائي ما. لا بد من وجودنا في هذا العالم لغاية ما، لكن الإله وحده هو الذي يمكنه تحديد مثل هذه الغاية.
بعض الدينيين، مثلا، يعتقدون أن الغاية الأساسية هي محبة الإله وعبادته، ويفترضون أنه دون الإله، لا يمكن أن يوجد مثل هذه الغاية، التي من دونها تكون الحياة بلا معنى.
لكن هل الإله ضروري من أجل أن تكون هناك غاية لوجودنا؟ لا يبدو الأمر كذلك. لكل كائن حي غاية يسعى وراءها؛ وهي التكاثر ونقل مادته الوراثية إلى الجيل التالي. كل منا موجود لغاية ما، غاية تحددها الطبيعة، سواء أكان الإله موجودا أم لا.
Página desconocida