Humanismo: Una Breve Introducción
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
بالتأكيد سيصر البعض على أنه رغم أن الإنسانويين قد لا يعتنقون رسميا هذا الضرب من النسبوية الأخلاقية، فإن رؤيتهم الكونية تلزمهم به مع ذلك. لكن مجددا، هذا خطأ.
سأكرر نقطة ذكرتها في موضع مبكر من هذا الفصل، وكذا في المقدمة: «الإنسانويون - بحسب وصف هذا الكتاب - لا حاجة بهم لاعتناق المذهب الطبيعي» (وإن كان بعضهم يعتنقونه بالتأكيد)؛ ومن ثم، رغم أن الإنسانويين لا يؤمنون بالآلهة وغيرها من الفاعلين فوق الطبيعيين، فقد لا يزالون يفترضون وجود حقائق أخرى غير الحقائق الطبيعية، وأن الحقائق الطبيعية تتضمن حقائق أخلاقية موضوعية.
لكن حتى إن لم يكن أحد الإنسانويين يعتنق المذهب الطبيعي، فلا يستتبع ذلك أنه سيلزم نفسه بالرأي القائل إن الحقيقة حول الصواب والخطأ هي أي شيء نقوله عنها؛ ومن ثم «كل شيء ممكن».
ذكرنا قبل ذلك أن الإنسانويين يرون أن «منظومة الأخلاق مرتبطة على نحو أساسي برفاهية الإنسان »، وكما رأينا، فإن رفاهية الإنسان تقتضي أن نعتنق جميعا مبادئ أخلاقية أساسية معينة بخصوص السرقة والكذب والقتل وما إلى ذلك، لكن الفرد الأناني الذي يقول: «أقول إنه لا ضير بالنسبة إلي من السرقة والغش والقتل، إذن لا ضير منها؛ وليذهب الآخرون إلى الجحيم»، لا يمكن وصفه بأنه يعتنق منظومة أخلاق إنسانوية.
الفصل الخامس
الإنسانوية والعلمانية
(1) ما العلمانية؟
تنطوي الإنسانوية على اعتناق للعلمانية، لكن أولا ما العلمانية؟
يستخدم مصطلح «علماني» بطريقتين مختلفتين على الأقل؛ فأحيانا، لا يعدو معناه سوى «لا ديني». وغالبا عندما يصف الناس مجتمعا من المجتمعات بأنه يصبح «أكثر علمانية»، فهم لا يقصدون سوى أنه يصبح أقل تدينا.
إلا أن الكلمة لها معنى آخر على الأقل. عندما يقول الإنسانويون إنهم يريدون «مجتمعا علمانيا»، فعادة ما ينادون برؤية معينة عن الكيفية التي ينبغي بها تنظيم المجتمع سياسيا؛ رؤية حول نوع العلاقة التي ينبغي أن تكون بين الدين والدولة.
Página desconocida