Humanismo: Una Breve Introducción
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
ألقينا نظرة على إشكالية الشر الإثباتية، التي ربما تشكل الحجة المعارضة الأقوى للمعتقد التوحيدي التقليدي. ونسخة إشكالية الشر المعروضة هنا، التي تتضمن رسم صورة موازية منها في شكل إشكالية الخير، وضعها عدد من الفلاسفة، من بينهم بيتر ميليكان، ستيفن كان، وأنا. وكان هدفي من عرضها هنا هو توضيح كيف أن هذه النسخة من إشكالية الشر الإثباتية تشكل تهديدا خطيرا لمعقولية المعتقد التوحيدي.
شكل 3-2: يقول تشارلز داروين: «لا أستطيع أن أقنع نفسي أن إلها خيرا، كلي القدرة كان سيخلق زنبورا طفيليا بنية أن يتغذى داخل أجساد يرقات الفراش الحية.»
ولاحظ أن تركيزي انصب على الإله بحسب المعتقد التوحيدي التقليدي. قد تشكل إشكالية الشر دليلا قويا يعارض وجود الإله الخير، وتشكل إشكالية الخير دليلا قويا يعارض وجود إله شرير، لكن ثمة فرضيات أخرى عن الإله ربما نأخذها بعين الاعتبار، وهي التي لا تمثل أي من هاتين الحجتين تهديدا لها، ولم يسبق أن اعتقدت، مثلا، في وجود إله كلي القدرة، لكنه محايد أخلاقيا. لكن على الأقل فرضية الإله هذه لا ترقى لتعارض الأدلة التي تتجلى بوضوح لتكذيب كل من فرضيتي الإله الشرير والإله الخير.
لاحظ أن تحدي الإله الشرير يشكل تهديدا لا للمعتقد التوحيدي فحسب، وإنما للمعتقد اللاأدري بخصوص الإله. بالتأكيد، ليست اللاأدرية موقفا عقلانيا بشأن وجود إله شرير. وبالنظر في الأدلة المطروحة، من الواضح أنه لا يوجد مثل هذا الكيان الفائق الخبيث. لكن إن لم يكن المعتقد اللاأدري عقلانيا بشأن فرضية الإله الشرير، فلم ينبغي أن نعتبر اللاأدرية أكثر عقلانية بأي درجة فيما يتعلق بفرضية الإله الخير؟ (10) «بالتأكيد لا يمكن أن يكون من الواضح تماما عدم وجود الإله!»
بالتأكيد الاعتقاد بأنه ربما كان من الواضح تماما أن الإله بصورته في المعتقد التوحيدي التقليدي غير موجود (ربما تماما مثل وضوح الاعتقاد بعدم وجود إله شرير) سيجده كثيرون - وفيهم بعض الملحدين - غريبا. كيف يمكن أن يتضح جليا أنه لا وجود للإله إن كان الملايين من البشر - وكثير منهم أشخاص أذكياء ومثقفون - يؤمنون بالإله؟
لكن بالطبع للدين تاريخ طويل غريب من جعل أناس أذكياء لديهم قدر عال من العلم والثقافة يعتقدون في أشياء زائفة بوضوح. فعلى سبيل المثال، تشير نتائج استطلاعات الرأي بانتظام إلى أن حوالي مائة مليون مواطن أمريكي حاليا، كثير منهم حاصل على قدر معقول من العلم وبعضهم ارتادوا الجامعة، يعتقدون أن الكون بأسره يبلغ عمره نحو 6 آلاف عام فحسب. ينبغي بالتأكيد أن يتضح جيدا لأي شخص حصل على قدر معقول من التعليم أن الكون عمره أقدم من ذلك بكثير. وهناك أشخاص آخرون من مثل هؤلاء يؤمنون بالكثير من المعتقدات الواضحة العبث من كافة الأشكال؛ لأن هذا هو ما يلقنه دينهم لهم (تأمل المؤمنين بالساينتولوجيا الذين يرون أن حاكما من الفضاء أحضر ملايين البشر إلى الأرض في سفينة فضاء على شكل طائرات من طراز دوجلاس دي سي-10، وجمعهم حول براكين فجرها بقنابل هيدروجينية)!
فعندما يأتي الأمر إلى الدين، فإن إيمان كثير من الناس الأذكياء المتعلمين بشيء ليس دليلا وجيها للغاية على أن ما يؤمنون به صادق تماما. (11) «قد لا أستطيع إثبات وجود الإله، لكن لا يستطيع أحد إثبات عدم وجوده»
عندما يواجه التوحيديون تحديا عقلانيا لمعتقدهم، أحيانا ما يكون ردهم: «لا أستطيع إثبات وجود الإله، لكن لا يمكن إثبات عدم وجوده؛ ومن ثم فإن التوحيد والإلحاد يمثل كل منهما «موقفا إيمانيا»؛ ومن ثم فالاثنان منطقيان أو غير منطقيين على نحو متساو.»
لكن ما المقصود تحديدا بكلمة «إثبات» هنا؟ هل المقصود الإثبات بما لا يدع أي مجال «ممكن» للشك؟ الحقيقة أننا لا نستطيع إثبات عدم وجود الإله بما لا يدع مجالا ممكنا للشك. لكننا لا نستطيع بما لا يدع مجالا ممكنا للشك إثبات عدم وجود جنيات أو حيوان اليونيكورن الخرافي أو بابا نويل. ومن الممكن أيضا وجود تلك الأشياء (فربما توجد مؤامرة كبرى محكمة تقودها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لإخفاء الحقيقة عنا). لكن بالطبع لا يصر أحد على أن الاعتقاد بعدم وجود بابا نويل «موقف إيماني»، وبالتأكيد لا يستتبع ذلك أن الإيمان بوجود بابا نويل على القدر نفسه من العقلانية والمنطقية مثل الإيمان بعدم وجوده.
ربما سيكون الاقتراح أنه لا يمكن إثبات وجود الإله أو عدم وجوده بما لا يدع مجالا «معقولا» للشك! لكن هذا اقتراح مثير للجدل بشدة. وفي الواقع، كثير من التوحيديين يعتقدون أنه يمكن إثبات وجود الإله بما لا يدع مجالا معقولا للشك. والجميع تقريبا على قناعة بأن الأدلة التي تحت أيدينا تثبت بما لا يدع مجالا معقولا للشك عدم وجود إله شرير. إلا أن أي شخص يقر بذلك يجب عليه أن يقر إذن على الأقل «بإمكانية» وجود أدلة كافية تثبت بما لا يدع مجالا معقولا للشك عدم وجود الإله الخير أيضا. (12) «إذن ما تفسير الملحدين؟»
Página desconocida