Humanismo: Una Breve Introducción
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
كما أن أرسطو (384-322 قبل الميلاد) ذو أهمية لدى الإنسانويين؛ خاصة لأنه كان يحاول وضع نظرية عقلانية أخلاقية قائمة على دراسة وثيقة لطبيعة البشر، ولأن تركيز منظومته الأخلاقية ينصب على كيفية تحقيق نوع معين من السعادة أو الرفاهية في هذه الحياة (وليس في حياة ما ستأتي لاحقا). كان لأخلاق الفضيلة عند أرسطو - التي تركز على أهمية تكوين شخصية صالحة، لا على القواعد أو العواقب - تأثير بين الأخلاقيين المعاصرين، وفيهم بعض الأخلاقيين الإنسانويين.
لكن لعل أهم فيلسوف إغريقي من وجهة نظر الإنسانوية هو إبيقور (341-271 قبل الميلاد). كان إبيقور ماديا يعتقد، مثل الفيلسوف ديموقريطوس، أن المادة مكونة من أجزاء أو ذرات غير مرئية توجد في الفراغ وتحكمها قوانين. والبشر أيضا ماديون في الأساس، حسب اعتقاد إبيقور، لا يملكون روحا غير مادية أو خالدة. وهو يرى أن العدل يتمثل في التزامنا بالعقود والعهود التي نبرمها فيما بيننا، والتي مفادها ألا يؤذي أحدنا الآخر.
وللفلسفة عند إبيقور وظيفة علاجية في الأساس. كان هدفه هو وضع فلسفة للحياة من شأنها أن تتيح لنا التمتع بحياة سعيدة وهادئة خالية من الخوف.
شكل 1-1: إبيقور.
رغم أن إبيقور سلم بوجود آلهة، فقد افترض أنها قد لا تكون مهتمة بأمور البشر؛ فهي لا تكافئنا ولا تعاقبنا؛ ولذا ليست هناك حاجة للخوف منها. ورأى إبيقور أنه لا ينبغي الخوف كذلك من الموت؛ لأنه بمجرد أن نموت، ينقطع وجودنا بحيث لا نشعر بأي شيء. وحينذاك لا يوجد في الموت ما نخشاه؛ لا ألم ولا معاناة. يقول إبيقور في هذا الشأن:
سواء لم يكن لي وجود، أو كان لي وجود، أو ليس لي وجود الآن، فأنا لا أكترث!
كثيرا ما نقشت تلك المقولة على شواهد قبور أتباعه، ولا سيما على مدار عهد الإمبراطورية الرومانية، وكثيرا ما تتلى بجنازات الإنسانويين اليوم.
أكد إبيقور تأكيدا خاصا على الصداقة وجودة الحياة. كما اعتقد أن المتعة والألم هما المعياران الوحيدان لقياس الخير والشر؛ ونتيجة ذلك، كثيرا ما أسيء تفسير كلام إبيقور على أنه يوصي بحياة من اللذة المطلقة العنان؛ حياة من الشره والعربدة. لكن في الحقيقة، حذر إبيقور من الإفراط في إشباع الرغبات والإسراف الشديد في كل الأمور. ولإبيقور حيثية لدى الإنسانويين؛ لأنه وضع منهجا لعيش حياة طيبة بمعزل تام عن أي شواغل بشأن الآلهة أو الكيانات فوق الطبيعية. (4) الإمبراطورية الرومانية
أنتجت الإمبراطورية الرومانية القديمة عددا من المفكرين الذين عبروا، بدرجات متفاوتة، عن رؤية إنسانوية عامة.
على سبيل المثال، كان شيشرون (106-43 قبل الميلاد) متشككا، يرى أنه من المستحيل أن تتأتى معرفة عن الآلهة، واعتقد أن القيم الأخلاقية مستقلة عن الدين المؤسسي، وأنها تخضع للاستقصاء العقلاني الفلسفي.
Página desconocida