El hombre, el pináculo de la evolución
الإنسان قمة التطور
Géneros
ثم حدثت ظروف حملتنا على أن نترك الأشجار والحياة في الغابات إلى السعي على الأرض، في السهول والوديان، ولا نعرف الأسباب على وجه الحقيقة، ولكن يمكن أن نحدس، فنقول: إنه ربما قد حدث جفاف جعل الحياة في الغاية عسيرة، أو ربما ثقلت أجسامنا فلم نعد نجد سهولة في الانتقال من غصن إلى آخر.
وعلينا أن نفهم أن كل هذا قد حدث في تدرج، فصرنا ننزل من الشجر ونستطلع ما حول الغابة من سهول ووديان ونصيد الحيوانات الصغيرة بالعدو خلفها وإمساكها باليد وافتراسها.
وكنا بالطبع في ذلك الوقت نمشي على أربع أحيانا ونمشي على القدمين فقط أحيانا أخرى ؛ أي: كنا مبتدئين في الإنسانية، ولكن رويدا رويدا تعلمنا كيف نسير على أقدامنا فقط؛ لأن هذا الأسلوب الجديد في التنقل جعل إشرافنا على السهول والوديان أوسع مدى فصرنا نرى أكثر ونصيد أكثر.
ثم إن انتصابنا على أقدامنا حرر أيدينا تحريرا تاما كي نتناول بها ونمسك؛ أي: نتناول الحجر كي نلقيه على طريدتنا التي نريد صيدها، ونتناول الطريدة فنخنقها أو نمزقها للطعام.
وهنا مرحلة في التطور يجب أن نقف عندها.
ذلك أننا وجميع الحيوانات تقريبا، مجهزون بخمس حواس، منها ثلاث يمكن أن نسميها حواس المسافات.
ذلك أن حاستي اللمس والذوق لا تحتاجان إلى مسافة، ولكننا نحس على مسافة قريبة أو بعيدة، ما نسمع أو نشم أو نرى.
وحاسة الشم على أعلاها في أحياء البحر والحشرات، وفي بعض الرواضع مثل الكلب، ولكنها على أضعفها عندنا؛ ذلك لأننا كدنا نستغني عنها بالعين والأذن.
عيوننا ارتقت بمعيشتنا السابقة في ظلام الغابة وفي السعي بالليل، فلما تركنا الغابة إلى السهول والوديان وجدنا القيمة العظمى للعين؛ لأن النظر بسط أمامنا من المسافات ما جعلنا نشرف به على أكبر مساحة ممكنة من الأرض.
والسمع حاسة مسافية أيضا ولكنها أقل قيمة من النظر.
Página desconocida