El hombre, el pináculo de la evolución
الإنسان قمة التطور
Géneros
هذا ما نشك فيه، بل نرجح أن العائلة الأمومية ستعود، ذلك لأن استقلال المرأة الاقتصادي والكفالات الاجتماعية للأولاد سيجعلان ارتباط الأولاد بالأم أكبر جدا من ارتباطهم بالأب، وقد شرعنا هذه السنوات نرى ظاهرة جديدة هي الزواج الاعتزالي في النرويج والسويد والولايات المتحدة الأمريكية حيث قد أتمت المرأة استقلالها الاقتصادي فإنها تعيش في هذه الأقطار مستقلة تتزوج ولكنها تنفرد ببيتها وأولادها مدة الزواج، ولا يعود الزوج سوى زائر، وتبنى المساكن الكثيرة على هذا الأساس.
ونحن بلا شك نشمئز أو على الأقل ننفر من هذا الوضع الذي يخالف مألوفنا، ولكن يجب أن نذكر أن العائلة الأبوية إنما نشأت؛ لأنها كانت قبل كل شيء رابطة اقتصادية مركزها الرجل الغازي المقاتل أو الكاسب العائل، وقد وصلنا إلى حال جديدة في تطورنا الاجتماعي لم يعد فيها الرجل غازيا مقاتلا، ولم يعد منفردا في الكسب للعائلة؛ لأن المرأة تكسب مثله، ثم أصبحت هي تمتاز عليه بالميزة الطبيعية الأولى وهي الأمومة؛ أي: الرضاع والعناية بطفولة الأولاد.
وأخيرا لعلنا لا ننسى أن العائلة الأبوية تزداد أبوية وقسوة؛ أي: رجولة وعدوانا وقت الحرب، كما حدث في الفاشية والنازية وكلتاهما ردت المرأة إلى البيت وحاولت حرمانها الكسب والاستقلال.
أصل العقل وتطوره
المتأمل لمظاهر الكون، بعد أن يتخلص من الغيبيات التي انحدرت إلينا من القرون السحيقة، لا يتمالك الإحساس بوحدته، فالمادة والقوة شيء واحد، أو القوة إحدى ظواهر المادة كما أن المادة إحدى ظواهر القوة، وكذلك الشأن في العقل، فإنه ظاهرة من ظواهر الحياة، والحياة نفسها إحدى ظواهر المادة.
ليس هناك عقل بلا جسم، كما ليس هناك جسم بلا عقل أو بذرة العقل، فإن الخلية الأولى «تعقل» في معنى ما من حيث إن لها رجوعا واستجابات للوسط الذي تعيش فيه، فهي تصد أو تقبل بما لها من عصب بدائي مندغم في جسمها.
والأساس للعقل في الإنسان والحيوان هو الجهاز العصبي، والهدف الحيوي لهذا الجهاز هو الملائمة بين الجسم الحي وبين الوسط الذي يعيش فيه؛ أي: أنه لم يختلف في وظيفته في الإنسان، عما كان في الخلية الأولى، وكل ما هناك من فرق بين عقل الخلية الأولى وبين العقل في الإنسان أنه في الخلية غير مركز أو متحيز في مكان، أما في الإنسان فهو مركز متحيز في الدماغ والنخاع الشوكي وما يتفرع منها من خيوط عصبية تنتشر في أنحاء الجسم.
ولكن حتى هذا القول ليس دقيقا في صحته، فإن كل خلية من الجسم البشري «تعقل» مثل الأميبة التي تمثل لنا الخلية الأولى في تاريخ الحياة، فالخلية في المعدة مثلا تقبل على بعض الأطعمة أو تصد عنها بعقل بدائي مثل عقل الأميبة.
وتطور العقل من الجهاز العصبي البدائي في الأميبة إلى الدماغ في الإنسان هو تاريخ طويل احتاج إلى نحو 700 مليون سنة، ولكن يجب أن نكرر القول بأن الهدف في الاثنين، الأميبة والإنسان، واحد في الملائمة بين الحي والوسط.
الحياة كامنة في المادة وتنشأ منها، وكذلك العقل كامن في الحياة وينشأ منها، وهذا يتيح لنا القول بأن العقل كامن في المادة، ونحن لا نعرف حياة مطلقة بلا مادة كما لا نعرف عقلا مطلقا بلا حياة.
Página desconocida