El hombre, el animal y la máquina: redefinición continua de la naturaleza humana

Mishil Nashat Shafiq Hanna d. 1450 AH
70

El hombre, el animal y la máquina: redefinición continua de la naturaleza humana

الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية

Géneros

يبقى سؤال شائك، فربما تكون عملية استخراج الأمور المنتظمة وحدها غير كافية لتخيل تمثيلات غنية للعالم الخارجي، فهي تسمح بالأساس باستخراج سلسلة طبقية من السلوكيات المعتادة واستكشاف بيئات مكانية أكثر تجردا، وهذا ضروري ولكنه غير كاف.

في عام 1956 وهو العام الرسمي لميلاد الذكاء الاصطناعي، كان المشاهدون يستطيعون متابعة «لغز بيكاسو» وهو فيلم وثائقي لهنري جورج كلوزو يظهر الفنان وهو يرسم على قطع زجاج، فنراه يركز في عمله كما لو أن العالم الخارجي وآلة التصوير قد اختفيا. ثم يبدل بين مراحل تردد ومقاطع سريعة، فهو لم يخطط عمله مسبقا بصورة كاملة فنراه يعيد التفكير دائما في لوحته، وأحيانا يبدو بعد لحظة تأمل أنه سيغير اتجاه مشروعه بصورة جذرية بالاعتماد على الأشكال الجديدة التي أظهرها. فلا تحدث عملية التخيل فقط في رأسه بل هي نتيجة لهذا التبديل الدائم بين لوح الزجاج والعين وفرشاة الرسم.

يمكن للآلة أن تنتج تمثيلات خارجية، ومن شأن كل حركاتها أن تؤدي إلى شكل من الإخراج الدائم إلى حد ما، فالحركة هي نتاج متكامل لمجموعة من العوامل التي تنتج في العالم الحقيقي عن حركة تستغرق ثواني معدودة. وكذا الرسم فهو عمل مماثل في بيئة تترك أثرا؛ أي إنه يكمل مؤقتا الرسم التخطيطي، وبالطبع لا يمكن تبرير مصطلح «تمثيل» إلا إذا كان يوجد مراقب خارجي. ولكن تستطيع الآلة مراقبة نتيجة أعمالها مثل الرسم الناتج عن آثار خلفتها مجموعة من الحركات.

فلنأخذ إذن بعين الاعتبار إمكانية وجود آلة تنتج تمثيلات خارجية تستطيع هي نفسها أن تدركها. وانطلاقا من هذا الأساس يمكننا أن نتناول المسألة الدقيقة المتعلقة ب «التمثيلات الداخلية» للآلة. وثمة عادة طويلة الأمد لدى الذكاء الاصطناعي التقليدي (وهي عادة ممتدة منذ الخمسينيات في اللغويات وعلم النفس والعلوم العصبية والإدراكية) تنص على وجود تمثيلات داخلية يطلق عليها أحيانا رموز وتستخدمها الآلة للقيام بعمليات منطقية.

4

وربما ترتبط هذه الرموز بالمدركات الحسية (الرمز الذي يمثل اللون الأحمر من بين مجموعة ألوان على عناصر صور الكاميرا). وتعتبر هذه التمثيلات الداخلية مناسبة وملائمة لبنية أجهزة الكمبيوتر. ولكن يمثل وجودها مشكلة لأسباب عدة. فتكمن الصعوبة الأكبر بلا شك في التحكم في المرور من غير الرمزي إلى الرمزي، فكيف يمكن تصور نظام قادر على مثل هذا الانتقال دون أن يتم التحضير مسبقا لهذا المرور (على سبيل المثال بتزويد الآلة بنظام لاستخدام الرموز لم يتم استخدامه منذ البداية ولكنه أضيف عندما تراكم عدد كاف من المدركات الحسية)؟

يبدو أن الافتراض الواعد هو إيجاد آلية قد تسمح بإدخال تمثيلات خارجية تنتجها الآلة وتلاحظها. وعلى غرار طريقة تنبؤ الآلة بنتائج إحدى حركاتها، فهي تستطيع أيضا بطريقة ما محاكاة رسم لوحة دون تنفيذ ذلك في الواقع؛ وبعبارة أخرى يمكنها أن تحاكي التمثيلات الخارجية التي تنتجها. وفي هذا الإطار، لا وجود لمفهوم التمثيل الداخلي، فلا يوجد إلا محاكاة داخلية للتمثيلات الخارجية، ومفتاح هذه العملية هو الحلقة التي تنقل من الحركة إلى الرسم التخطيطي وتسجيله الشامل عبر الإدراك الحسي. ويتعين على الآلة أن تستهدف السلوكيات والآثار التي تنتجها، وبهذه الطريقة يمكنها تدريجيا أن تستخدم الأشياء الأكثر تعقيدا وتجردا دون تغيير الآليات الأساسية لهذا الاستخدام.

لم يبرهن حتى الآن على جدوى هذه الطريقة؛ فحتى هذه المرحلة هي بالأساس تجربة فكرية أو عمل من وحي الخيال. ولكن لا توجد عقبة منطقية تعترض طريق تصميم مثل هذا النظام. وباعتبار التخيل استكشافا لبيئة مكانية تمزج بين «العادات» المدمجة وتستخدم التمثيلات الخارجية المصطنعة ، نستطيع التفكير في تصميم آلات تتخيل. ومع ذلك، سيكون عالمها الخيالي بلا شك مختلفا عن عالمنا.

خاتمة

(1) الإنسان والمملكة الحيوانية

Página desconocida