El hombre, el animal y la máquina: redefinición continua de la naturaleza humana
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
Géneros
وذلك في نوع من الازدواجية على طريقة ديكارت (انظر الفصل التاسع عشر). وفي المقابل، قلما تذكر على هذا الصعيد الأخلاقي معاناة الحيوان الأصلي الذي انتقاه الإنسان لكي يستفيد منه ويمده بأعضاء منفصلة كأنه جثة إنسان لا يشعر بشيء في عمليات نقل الأعضاء بين البشر. فيتم التغاضي بصورة كاملة عن المسألة الأخلاقية المتعلقة «بحقوق الحيوان» (انظر الفصل الخامس). وأخيرا، تتسبب عمليات نقل الأعضاء بين الكائنات الحية في مشاكل اقتصادية جسيمة؛ نظرا لتكلفتها الاقتصادية الباهظة وتخصيصها للأبحاث والطب للأغنياء على حساب طب أقل تطورا ولكن أكثر إنسانية؛ لأنه يهدف إلى الارتقاء بالمستوى العام لصحة
4
أكبر عدد من البشر.
ومن أجل كل تلك الأسباب لا نؤمن على الإطلاق بمستقبل نقل الأعضاء بين الكائنات الحية؛ لأن الفوائد «المنشودة من هذا النوع مشكوك بها في العديد من الأمور»
5
كما قالت فلورنس بورجا. ولا يمكننا أن نعتبر غالبية عمليات نقل الأعضاء بين البشر إلا محاولات مؤقتة أو ترقيعا مفيدا بالطبع بما أنه يطيل من حياة الإنسان، ولكنه ذو بعد علاجي محدود للغاية. وسوف يحل محلها بلا شك طب مستقبلي يعتمد على أشياء مصطنعة وتقنية بحتة أو على آلات أكثر من اعتماده على أعضاء منقولة من جثث بشرية.
ولكي نعود في النهاية إلى مسألة المزج بين الإنسان والحيوان، فنرى أنه ينبغي العدول عن مثل هذا المزج في المستقبل بشتى السبل الممكنة، وذلك لأسباب علمية واقتصادية وأخلاقية في آن واحد! (2) هل سنصبح كلنا «سايبورج» في المستقبل؟ (2-1) تطور الإنسان المقوم على حساب الإنسان المطور يثير النقاش
إن جهاز تنظيم ضربات القلب والشرايين والأوراك الاصطناعية وسماعات الأذن المزروعة ومضخات الأنسولين وحتى التركيبات السيراميكية للأسنان؛ هي كلها بدائل تقنية تسمح بالعيش بصورة أفضل ولفترة أطول. وتتجه الأبحاث حاليا نحو واجهات جديدة تسمح بالربط المباشر بالألياف العصبية. فعلى سبيل المثال يمكن لشخص قطع ذراعاه أن يستخدم بدائل روبوتية يتحكم فيها بصورة مباشرة - السيال العصبي - حتى يتمكن من استعادة بعض القدرات على استخدام الأشياء. ويعود حاليا بعض مرضى داء باركينسون إلى الحياة بفضل جهاز اصطناعي لتنشيط الخلايا العصبية لمادة الدوبامين. وهي كلها تقنيات جراحية؛ لأنها تتطلب عملية جراحية تختلف أهميتها حسب الحالة. فيتعين إذن أن تكون هذه الآلات المزروعة مباشرة داخل جسم الإنسان موثوقا بها وعمرها طويل إلى درجة كبيرة.
في عام 1960 اقترح كل من مانفريد كلاينس وناتان كلين استخدام مصطلح «سايبورج» (كائنات نصف آلية) للإشارة إلى حيوان أو إنسان «محسن» يستطيع أن ينجو في ظل بعض الظروف الفضائية بفضل مجموعة قوية من الأجهزة التقنية. ففي الفضاء يتعين على الإنسان أن يتحد بأكبر صورة ممكنة مع الأدوات التي صنعها في سبيل النجاة. وفكرة الاتحاد بين الإنسان والآلة ليست جديدة، وقد استكشفها من قبل بعض الأدباء مثل إدجار آلان بو
6
Página desconocida