El hombre, el animal y la máquina: redefinición continua de la naturaleza humana
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
Géneros
6
ويعتبر إجراء هذا الاختبار بمنزلة بدء عملية تتيح لنا معرفة إذا كانت ثمة أمارات ارتباط محددة تبدو على كيان غير بشري.
7
وإذا افترضنا أن آلة ما تظهر عبر سلوكها إزاء مستخدمها علامات مميزة للارتباط فسنكون بلا شك مضطرين إلى الاعتراف بأن كل الأمور تحدث كأنها تبدي ارتباطا (حتى لو كانت مسألة الشعور تستحق المناقشة، انظر الفصل السادس). (2-4) كيف نروض آلة؟
هل تستطيع آلة في يوم ما أن تنجح في هذا الاختبار؟ حتى لو بدا ذلك صعب المنال حاليا فالتحدي ليس مستحيلا بالطبع؛ فيتعين أن تتعرف الآلة على مستخدمها بصورة وثيقة. ولتحقيق هذا الغرض ينبغي أن تتفاعل معه لفترة طويلة وبصفة منتظمة. فيتعلق الأمر في الواقع ب «ترويض» الآلة كما كان يتعين على الأمير الصغير بطل رواية الكاتب سانت أكزوبيري أن يروض الثعلب؛ فكل الثعالب وكل الآلات متشابهة حينما تكون غير مروضة. ولا تصبح كل منها متفردة عن غيرها إلا بعد علاقة طويلة.
تتشابه كل الآلات المتعلمة عندما نخرجها من علبتها ولكن مع الاستخدام ترتفع قيمتها؛ لأنها تنمي قدرات جديدة لاستباق التصرفات ووضع اقتراحات جديدة والتصرف في بعض الحالات بصورة غير مسبوقة. ومن أجل بناء روابط بين الآلة ومستخدمها، يتعين أن يتقاسما الوقت والتجارب.
وسيزداد بلا شك ارتباط المستخدم بآلته كلما أدرك أنها تتلاءم معه. وبذلك ستمتلك الآلة دائما عددا متزايدا من العناصر التي ستمكنها من التعرف على مستخدميها بصورة محددة (صوتهم ووجههم، إلخ)، وهي كلها مؤشرات سوف تسمح لها بالتزود بردود محددة. وفي نهاية المطاف، يمكن لمراقب خارجي أن يلاحظ بالفعل أمارات علاقة متبادلة بين الآلة وصاحبها، وفي هذه الحالة ستكون الآلة مروضة.
8
الفصل الحادي عشر
الانجذاب الجنسي
Página desconocida