El hombre, el animal y la máquina: redefinición continua de la naturaleza humana
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
Géneros
لقد أظهرنا كيف تستطيع الآلة أن تتعلم التنبؤ بنتائج أعمالها على بيئتها (انظر الفصل الثاني)، وناقشنا أيضا كيف يمكن لها أن تصنف المواقف التي تقابلها نسبة إلى مدى القدرة على التنبؤ بها (انظر الفصل الخامس). إلا أنه من الممكن تناول مشكلة «الوعي بالذات» عبر هذا الاستنباط المنطقي.
يكتشف الطفل في الأشهر الأولى من حياته أن ثمة مواقف يتحكم فيها بالكامل (وهي بالأساس تلك التي لا يشترك فيها إلا جسده، كإصدار الأصوات المبهمة أو بعض الحركات)، وأن ثمة مواقف أكثر تعقيدا في التنبؤ بها، ولكن يمكن التنبؤ بها في شكل الثنائية الدائمة «الفعل-رد الفعل» (وهي بالأساس تلك التي تتطلب حركات باستخدام الأشياء الخارجية)، ولكن توجد أيضا مواقف ترتبط بالديناميكيات الثنائية (وهي بالأساس التفاعلات مع كائنات حية أخرى)، ومواقف لا يمكن التنبؤ بها كليا (حركات الأشخاص أو الأشياء غير المرتبطة بحركاته).
تستطيع الآلة القيام بهذا النوع من التصنيف على أكمل وجه، ويمكننا أن نعتبر أن ما تسيطر عليه هو جزء منها وأن التصنيفات الأخرى والمختلفة للتنبؤ قد تنطبق على فئات الأشياء غير الحية والأشياء الحية، إلخ.
2
فوفقا للبيئة المباشرة للآلة ونوع الوسيلة التي تمتلكها للرؤية والحركة، يمكن أن يتضمن «الوعي بالذات» و«الوعي بالآخرين» كيانات غريبة نسبة إلينا على الأقل.
يكتسب الطفل على مدار الأعوام أشكالا من الوعي يزداد رقيها، ولا سيما حين يبدو قادرا على التنبؤ بنوايا أقاربه ومعتقداتهم. ولا يعد تطور هذا النوع من الوعي حاليا في متناول يد الآلات التي نستطيع تصميمها، إلا أنه ليس من المستحيل أن تستطيع آلة في يوم ما إعداد هذا النوع من النماذج التنبئية. وسوف يقودنا التقدم في هذا الاتجاه إلى معلومات متطورة وأكثر دقة حول طبيعة هذه العمليات المعقدة. (2-2) هل يمكن أن تكون الآلات تتحدث داخليا؟
لقد ذكرنا سعي المهندسين إلى تصميم آلات ناطقة (انظر الفصل الرابع). ومن بين الملامح المقترنة بالوعي بصورة طبيعية، وجود صوت داخلي يعبر عن نفسه حين نلتزم الصمت. وقد حاول بعض الكتاب مثل ناتالي ساروت أو جيمس جويس التعبير عن هذا الحوار الداخلي الصامت والمجزأ الذي ينشط بصورة خاصة حينما نكتب أو نرتب أفكارا جديدة.
وقد عبر عالم اللغة النفسي فودور عن فكرة كون حديثنا ليس إلا إخراجا لحديث داخلي للفكر.
3
ويعد هذا المعتقد هو الأكثر انتشارا في الوقت الحالي، ولكن اقترح مؤخرا بعض الباحثين في الذكاء الاصطناعي، من بينهم لوك ستيلز، تفسيرا مغايرا: ربما ينتج الحديث الداخلي قبل كل شيء عن عملية إدخال.
Página desconocida