El ser humano en el Corán
الإنسان في القرآن
Géneros
فحوى هذا أن القرآن قد وضع الإنسان - علما ودينا - في موضعه الصحيح، حين جعل تقسيمه الصحيح أنه «ابن ذكر وأنثى»، وأنه ينتمي بشعوبه وقبائله إلى الأسرة البشرية التي لا تفاضل بين الإخوة فيها بغير العمل الصالح، وبغير التقوى.
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (الحجرات: 13).
وقد نسميهم باصطلاح الأسماء «أمما» كثيرة كلما تباعدت بينهم المواطن، وتحيزت بهم الحدود، وتشعبت بينهم العقائد واللغات، ولكنهم قبل هذا الاختلاف أمة واحدة لها إله واحد: هو رب العالمين. •••
فإذا كانوا قد تعددوا شعوبا وقبائل كما جاء في الآية الشريفة، فإنما كان هذا التعدد أقوى الأسباب لإحكام صلة التعارف بينها، وتعريف «الإنسانية» كلها بأسرار خلقها؛ فإن تعدد الشعوب والقبائل يعدد المساعي والحيل لاستخراج كنوز الأرض، واستنباط أدوات الصناعة، على حسب المواقع والأزمنة، وعلى حسب الملكات والعادات التي تتفتق عنها ضرورات العيش والذود عن الحياة، فينجم عن هذا ما لا بد أن ينجم عنه من تعدد الحضارات، وأفانين الثقافة، وتزداد «الإنسانية» عرفانا بأسرار خلقها، وعرفانا بخالقها، واقترابا فيما بينها، وتضطر إليه اضطرارا لما تحسه من اشتباك منافعها، وسريان الضرر من قريبها إلى بعيدها:
ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين (الروم: 22).
وهذا هو حكم القرآن في وحدة بني الإنسان، وفي تدعيم هذه الوحدة بما يحسبه الناظر المتعجل بابا من أبواب الإفراق والتباين، وهو تعدد الشعوب والقبائل واختلاف اللغات والألوان:
وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون (يونس: 19).
كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين (البقرة: 213).
ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين (هود: 118).
ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات (المائدة: 48).
Página desconocida