El ser humano en el Corán
الإنسان في القرآن
Géneros
ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا (الإسراء: 70).
و«كثير ممن خلقنا» هذه الآية تشمل كل مخلوق لم يكن أهلا لأمانة الخير والشر، أو لأمانة التكليف بما أودع فيه من فطرة التكوين . •••
ولقد وضح معنى «الأمانة» في هذا الحكم العام وضوحا لا يقبل اللبس أو الانحراف بالفهم عن جوهره المقصود، وهو التكليف، فمن لم يذكره من المفسرين بنصه ذكره بمقتضياته ومتعلقاته، وهي ملازمة له لا تنفك عنه.
وهذه أمثلة من أقوال المفسرين الذين تناقلوا الرواية بالمعنى الذي فهم من كلمة الأمانة منذ صدر الإسلام إلى القرن الرابع عشر للهجرة.
قال الإمام الزمخشري - المتوفى في سنة 528 للهجرة: «يريد بالأمانة الطاعة، فعظم أمرها، وفخر شأنها، ويراد بها الطاعة لأنها لازمة الوجود كما أن الأمانة لازمة الأداء، وعرضها على الجمادات، وإباؤها وإشفاقها مجاز، وأما حمل الأمانة فمن قولك: فلان حامل للأمانة أو متحمل لها، تريد أنه لا يؤديها إلى صاحبها حتى تزول عن ذمته، ويخرج من عهدتها.»
وقال الفيلسوف الفخر الرازي - المتوفى سنة ست وستمائة للهجرة: «
إنا عرضنا الأمانة
أي التكليف، وهو الأمر بخلاف ما في الطبيعة، واعلم أن هذا النوع من التكليف ليس في السماوات ولا في الأرض؛ لأن الأرض والجبل والسماء كلها على ما خلقت عليه: الجبل لا يطلب منه السير، والأرض لا يطلب منها الصعود، ولا من السماء الهبوط، ولا في الملائكة؛ لأن الملائكة وإن كانوا مأمورين منهيين عن أشياء، لكن ذلك لهم كالأكل والشرب لنا، فيسبحون الليل والنهار لا يفترون كما يشتغل الإنسان بأمر موافق لطبعه.»
قال الإمام الفيلسوف في تفسير حمل الأمانة: «لم يكن إباؤهن كإباء إبليس في قوله تعالى:
أبى أن يكون مع الساجدين
Página desconocida