80

Insaf Fi Tanbih

الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب التي أوجبت الاختلاف

Investigador

د. محمد رضوان الداية

Editorial

دار الفكر

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٠٣

Ubicación del editor

بيروت

وَقَول أبي عَطاء السندي
فَإِن تمس مهجور الفناء فَرُبمَا
أَقَامَ بِهِ بعد الْوُفُود وُفُود
وَالْمرَاد بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ التكثير وَلَكِن خرجا مخرج التقليل ليَكُون أمدح وَالْمعْنَى أَن هَذَا لَو كَانَ قَلِيلا لَكَانَ فِيهِ فَخر لصَاحبه فَمَا ظَنك بِهِ وَهُوَ كثير وَيحْتَمل قَول أبي عَطاء السندي أَن يكون أَرَادَ تقليل مُدَّة حَيَاة المرثي الَّتِي كثرت فِيهَا عَلَيْهِ الْوُفُود فعلى نَحْو هَذِه التأويلات فتأول مَا ورد مُخَالفا لِلْأُصُولِ
وملاك هَذَا الْبَاب معرفَة الْحَقِيقَة وَالْمجَاز وَهُوَ بَاب يدق على من لم يتمهر فِي هَذِه الصِّنَاعَة فَلذَلِك يُنكر كثيرا مِمَّا هُوَ صَحِيح وَللَّه در أبي الطّيب المتنبي حَيْثُ يَقُول
وَكم من عائب قولا صَحِيحا
وآفته من الْفَهم السقيم ... وَلَكِن تَأْخُذ الآذان مِنْهُ
على قدر القرائح والعلوم
وَمن طريف الْمجَاز الْعَارِض من طَرِيق التَّرْكِيب ايقاعهم أدوات الْمعَانِي على السَّبَب ومرادهم الْمُسَبّب تَارَة وَتارَة يوقعونها على الْمُسَبّب ومرادهم

1 / 108