La Justicia en la Moderación para las Personas de la Verdad entre las Personas de la Extravagancia

Anónimo d. 775 AH
92

La Justicia en la Moderación para las Personas de la Verdad entre las Personas de la Extravagancia

الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف

Géneros

ولا يقول الامامية: إن أفعال العباد مقدرة عليهم ومقضية(1)، على معنى ما يقوله الأشعرية والمجبرة، من أن الله خلقها وفعلها فيهم، فجعلوه هو الذي خلقها وفعلها في العباد، وليس لقدرة العباد فيها أثر، (وليس المؤثر فيها إلا الله)(2) بقدرته وارادته دون قدر العباد واراداتهم: وقالوا(3): ليس لقدر العباد ولا لاراداتهم في إيجاد شيء أصلا مما يصدر عنهم تأثير البتة، بل التأثير لله بإرادته وقدرته؛ وهذا قول باطل بالضرورة من دين حمد لأنه يؤول إلى الجبر بحيث لا يبقى بينه وبين الجبر فرق بالضرورة.

وأما قوله - عن الامامية إنهم يقولون ويعتقدون -: "أن الله لا يقدر أن يهدي من يشاء، ولا يضل من يشاء""، فليس هذا القول بصحيح عنهم!

بل يقولون ويعتقدون أن الله عز وجل يقدر أن يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وأنه على كل شيء قدير لكنهم يقولون: إنه سبحانه لا يخلق الضلال في قلب العبد لقبح ذلك، والله سبحانه لا يفعل القبيح (وإن كان قادرا عليه)(4) ، إذ لو خلق فيهم الضلال لما قدروا على الهدى بالاتفاق من كافة العلماء والفضلاء العقلاء، وكذلك لو خلق فيهم الهدى لما قدروا على الضلال أبدأ، ويكون ذلك هو الجبر بعينه، إذ لا معنى لجبر إلا عدم القدرة والاختيار، ولا يبقى حينئذ للأمر والنهى والتكليف معنى، ولا فائدة أصلا

Página 131