306

La Justicia en la Moderación para las Personas de la Verdad entre las Personas de la Extravagancia

الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف

Géneros

قوله: "وأما قدماء الشيعة فالغالب عليهم ضد هذا القول، كما هو قول الهشامين".

قلنا: الله أعلم بصحة ما قيل ونقل عن الهشامين من بطله.

م نقول: إن صح ما نقل عنهما فليسا للامامية بأئمة، وليست الإمامية تبعا لهما، وقد نقل عنهما أنهما من الغلاة، نقل هذا من نقل ذاك! ونحن نعلم أن كل غال مشبه مجسم يقول بالبداء والتناسخ، ولم ينقل ذلك كله عن الهشامين إلا غير الامامية! أما الامامية فلا يصححون(1) عنهما شيئا من ذلك.

فإن صح نقل الناقلين ذلك عنهما، فليسا من الشيعة في شيء، وكذا من ماثلهما وقال بقولهما، بل يكونوا من جملة الغلاة، وليسوا للامامية بأئمة ولا الامامية تبعأ لهم: بل الإمامية تبعأ للفرقة السادسة التي قال الأشعري عنها أنها تزعم : "أن ربها ليس بجسم ولا صورة، ولا يشبه الأشياء، ولا يتحرك ولا يسكن، ولا يماس شيثأ، وقالت في التوحيد بقول المعتزلة والخوارج"(2) .

وهذه الفرقة هي الفرقة التاسعة التي ذكرها بعد ذلك، وقال فيهم أنهم يزعمون: "أن الله لم يزل عالما قادرا حيا، ويميلون إلى نفي التشبيه، ولا يقرون بحدوث العلم، ولا بما حكيناه من التجسيم وسائر ما أخبرنا به من التشبيه"(3) .

Página 399