Inquiries into the Miraculous Nature of the Quran
مباحث في إعجاز القرآن
Editorial
دار القلم
Número de edición
الثالثة
Año de publicación
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Ubicación del editor
دمشق
Géneros
من العضلات وجعل مستنده الحوض المحاط من أغلب جهاته بجدران الحوض المقعّر، وهيأ له وسائل التغذية والراحة لمدة معلومة إلى قدر محدد محسوب عند القادر ونعم القادر.
ثم عقب ذلك بضم الكرة الأرضية لهم أحياء وأمواتا تكفت بهم وتسرع في مجراها تضمهم على ظهورها أحياء وفي بطنها أمواتا، وهي محتفظة بهم في كلتا الحالين فلا تقذف بهم بعيدا.
ووسائل حفظ الأشلاء موجودة في الأرض إلى يوم الوقت المعلوم.
إنها مناسبات معبّرة دقيقة في ذكر المستقر لكل طور من الطورين:
أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (٢٠) فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ (٢١) إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢٢) فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (٢٣) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٤) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتًا (٢٥) أَحْياءً وَأَمْواتًا (٢٦) وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتًا (٢٧) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ.
الأرض:
يقول ﷻ: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّماءُ بَناها (٢٧) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (٢٨) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (٢٩) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (٣١) وَالْجِبالَ أَرْساها (٣٢) مَتاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (٣٣) [النازعات: ٢٧ - ٣٣].
ويقول تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤) وَالسَّماءِ وَما بَناها (٥) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (٦) [الشمس: ١ - ٦].
وهنا كلمتان معبرتان تتعلقان بالأرض وهما كلمتا (دحاها، وطحاها).
فلننظر إلى دلالات الكلمتين في قواميس اللغة ثم نتدبر ما يقوله العلم الحديث.
في «مفردات الراغب» (١): (دحاها، قال تعالى:
(١) ص ٢٣٩.
1 / 178