El Golpe Otomano

Jurji Zaydan d. 1331 AH
93

El Golpe Otomano

الانقلاب العثماني

Géneros

قال: «لا خوف من ذلك، فان لجمعيتنا طرقا للتكتم لا سبيل معها إلى معرفة شيء، وقد رأى جلالة السلطان تكتمنا بالأمس وكيف أن أحدنا يعرض نفسه للقتل ولا يبوح بسره، ولا غرض لنا إلا خدمة الأمة والدولة.»

فأطرق السلطان لحظة وقال: «حسنا، لكنني أود المفاوضة مع زعماء هذه الجمعية في جلسة سرية مثل هذه. إن المخابرة عن بعد لا تشفي غليلا، وعندي أمور كثيرة أحب تبينها والاحتياط لها، ولا يتم ذلك بالمخابرة عن بعد، وأنا لا يتيسر لي الخروج إليهم كما تعلم.»

فقال رامز: «هم يتشرفون بالمثول بين يدي جلالتكم.»

فقال: «لا أظنهم يفعلون إذ تعوزهم الثقة بي، فإن أهل القصور لم يبقوا للأمة ذرة من الثقة بي.» وغص بريقه.

ولم يكن رامز من أهل الدهاء فاعتقد إخلاص السلطان في كلامه، فقال: «أنا أؤكد لهم حسن ظن جلالتكم، وأحملهم على تعيين وفد يتشرف بالمثول بين يديكم.»

فقال: «لا يسعنا المطاولة في الأخذ والرد، فينبغي أن يكون ذلك الوفد مفوضا في كل شيء، فتنتهي هذه المشاكل في جلسة واحدة تنتقل بها الدولة من حال إلى حال. آه من هؤلاء المتملقين! كم أغروني بالإيقاع بالأحرار وأقنعوني بأنهم غير أهل للدستور! فالآن أنا ملق حملي عليك وواضع ثقتي فيك، فعسى أن يتم هذا العمل على يدك. وإذا جاء الوفد فليكن مؤلفا من خيرة الرؤساء العقلاء، وعليهم أن يظهروا أنهم آتون لمشروع اقتصادي أو علمي أو نحو ذلك.»

فأشار رامز مطيعا وقلبه يرقص طربا ولا يكاد يصدق أن عبد الحميد يطلق سراحه، فقال: «ومتى يأمر سيدي بمباشرة ذلك؟»

قال: «تذهب في هذه اللحظة، تخرج من هذه القصور من باب سري أرشدك إليه على يد أحد ثقاتي دون أن يدري أحد بخروجك، فإذا أصبحوا في الغد ظنوا أنك فررت. وإنما ينبغي المبالغة في كتمان ما دار بيننا عن كل أحد حتى تصل إلى الجمعية وتعرض هذا الرأي في جلسة سرية. فهمت؟» فأشار برأسه ويديه أن نعم.

وبلغ من استئناس رامز بعبد الحميد وتصديقه إياه أن اعتقد أن الدستور أصبح في قبضة يده. وتذكر أباه وتلهفه على معرفة مكانه فاغتنم قربه من عبد الحميد للسؤال عنه فقال: «قد حملني لطف جلالة السلطان على أن أجرؤ بعرض مسألة، هل أفعل؟»

فقال: «قل يا ولدي، ما الذي تريده؟»

Página desconocida