المطلب الثاني: الاستنباطات العقدية:
اهتم الخطيب بالاستنباط في جانب العقيدة، وأولى هذه الاستنباطات مزيد عناية وتفصيل على غيرها، فهي أكثر موضوعات الاستنباط ورودًا عنده؛ إذ تأتي في المرتبة الأولى من بين مجموع استنباطاته (^١)، ولهذا كان حظها من الدراسة بالتفصيل والرد أكثر من غيرها، خاصة فيما يستدعي التنبيه على مذهبه الأشعري المخالف لمذهب أهل السنة.
ويلحظ الناظر في هذه الاستنباطات إضافة إلى كثرتها، تكرارها مرارًا، فلا يكاد يمر بآية فيها ملمح عقدي، أو فائدة يمكن أن يستنبط منها رد على المخالف، إلا ونبَّه عليها مستعينًا في غالبها بنقولاته عمن سبقه من الأئمة، خاصة كبار متكلمي الأشاعرة كالرازي وغيره، فيستغل كل مناسبة لتقرير عقيدة الأشاعرة في تفسيره.
ويمكن تقسيم استنباطاته في مسائل العقيدة إلى قسمين:
القسم الأول: استنباطات فيها تقرير مباشر لمسائل العقيدة، وهي على نوعين:
النوع الأول: تقرير مسائل على عقيدته الأشعرية:
كما هو معلوم أن عقيدة المفسر ذات تأثير كبير على تفسيره، ومن ثمَّ استنباطاته، إذ غالبًا ما ينهج كل مفسر تنزيل الآيات على ما يوافق مذهبه وعقيدته، وقد عُني الخطيب ﵀ بتقرير عقيدة الأشاعرة في تفسيره عند كل مناسبة.