والذي يظهر والله تعالى أعلم أن التيمُّم يرفع الحدَث رفعًا مؤقتًا إلى حين وجود الماء، وهو ما عليه الحنفيَّة، وقول طائفة من المالكيَّة (^١)، ورواية عن أحمد (^٢).
واختار هذا القول ابن تيميَّة، والشِّنقيطي، وابن باز، وابن عثيمين، وغيرهم (^٣)
قال ابن تيمية: (فمن قال: إن المتيمم جنب أو محدث فقد خالف الكتاب والسنة، بل هو متطهر). (^٤)
وقال ابن باز: (التيمم يرفع الحدث مادام الماء غير موجود، أو كان المكلف غير قادر عليه من أجل مرض ونحوه). (^٥)
وعليه فدلالة الآية على أن التيمم لا يرفع الحدث كما قاله الخطيب وغيره لا تظهر كل الظهور، بل الأظهر أن التيمم يرفعه، والله تعالى أعلم.
(^١) ينظر: الفواكه الدواني (١/ ٤٢٢)
(^٢) ينظر: الإنصاف للمرداوي (١/ ٢١٤)
(^٣) ورجحه ابن المنذر، والصَّنعاني. ينظر: الإقناع لابن المنذر (١/ ٦٨)، ومجموع الفتاوى (٢١/ ٤٠٤)، وسبل السلام للصنعاني (١/ ٩٧)، وأضواء البيان للشنقيطي (١/ ٣٦٧)، وفتاوى نور على الدرب لابن باز (٥/ ٣٢٧)، والشرح الممتع لابن عثيمين (١/ ٣٧٥)، ومجموع فتاوى ابن عثيمين (١١/ ٢٣١).
(^٤) مجموع الفتاوى (٢١/ ٤٠٤).
(^٥) فتاوى نور على الدرب (٥/ ٣٢٧)