Inference by Al-Khatib Al-Sharbini in His Interpretation of Al-Siraj Al-Munir
الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير
Géneros
وهذ فائدة جليلة من الآية حسُن التنبيه عليها، والتحقيق: أن العالِم إذا قصد كتمان العلم عصى، وإذا لم يقصده لم يلزمه التبليغ إذا عرف أنه مع غيره. وأما من سُئل فقد وجب عليه التبليغ لهذه الآية (^١)، ولما ورد في الحديث عنه ﷺ أنه قال: «من سُئل عن علم فكتمه، ألجمه يوم القيامة بلجام من نار». (^٢)
ويُحْمَل العلم في هذا الحديث على علوم الشريعة. (^٣)
قال الألوسي: (استُدل بهذه الآية على وجوب إظهار علم الشريعة وحرمة كتمانه). (^٤)
وقد روي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: إنكم تقولون أَكثر أبو هريرة عن النبيّ ﷺ وأيم الله لولا آية في كتاب الله ما حدّثت أحدًا بشيء أبدًا، وتلا
(^١) أهل الفقه على أن إظهار العلم فرض على الكفاية لا على التعيين. ينظر: الأصول من علم الأصول لابن عثيمين (١/ ٨٤)، وفيض القدير للمناوي (٤/ ٣٩١) وتحفة الأحوذي للمباركفوري (٧/ ٣٤١). وينظر: أحكام القرآن لابن العربي (١/ ٧٢)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٢/ ١٨٥)
(^٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (١٤/ ٢١٤) برقم (٨٥٣٣)، والترمذي في سننه برقم (٢٦٤٩)، (٥/ ٢٩) وقال: حديث حسن، وأبو داود في سننه (٣/ ٣٢١) برقم (٣٦٥٨). وصححه الألباني في: مشكاة المصابيح (١/ ٧٧) برقم (٢٢٣).
(^٣) قال في عون المعبود: (وهو علم يحتاج إليه السائل في أمر دينه)، ينظر: عون المعبود على سنن أبي داود لأبي عبدالرحمن آبادي (١٠/ ٩١). وقال الخطابي: (المراد علم الدين المفترض طلبه على كافة المسلمين دون غيره؛ فإن الجهل بالدين مهلك والعلم طريق نجاته). ينظر: فيض القدير للمناوي (٤/ ٣٩١)، والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص ٣٩٢
(^٤) روح المعاني (١/ ٤٢٦)
1 / 211