52

زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

Investigador

-

Editorial

مكتبة دار القلم والكتاب،الرياض

Número de edición

الأولى ١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

المأمور به فقد اهتدى وأنجح"١. تاسعًا- تقسيمه سبحانه المؤمنين إلى ثلاث طبقات: وذلك في قوله سبحانه: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ ٢، ثم أخبر أنهم جميعًا في الجنة فقال: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾ ٣. فهذا فيه دلالة ظاهرة على زيادة الإيمان ونقصانه، قال الشيخ عبد الرحمن ابن سعدى ﵀:"ومن زيادته ونقصانه. أي: الإيمان: أن قسم المؤمنين إلى ثلاث طبقات: سابقون بالخيرات، وهم الذين أدوا الواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات فهؤلاء هم المقربون، ومقتصدون وهم الذين أدوا الواجبات وتركوا المحرمات وظالمون لأنفسهم وهم الدين تجرأوا على بعضي المحرمات وقصروا في بعض الواجبات مع بقاء أصل الإيمان معهم فهذا منا أكبر البراهين على زيادة الإيمان ونقصه، فما أعظم التفاوت بين! هؤلاء الطبقات"٤.

١ تفسير ابن سعدي (٢/ ١٩٣، ١٩٤)، وكلامه ﵀ كلام محرر نفيس فتأمله. ٢ سورة فاطر، الآية: ٣٢. ٣ سورة فاطر، الآية: ٣٣. ٤ التنبيهات اللطيفة (ص ٥٠) وانظر المثل الذي ضربه ابن رجب في كتابه شرح حديث أبي الدرداء في طلب العلم (ص ٤٤) وما بعدها في بيان انقسام الناس في إجابتهم لدعوة النبي ﷺ إلى أقسام ثلاثة: سابق، ومقتصد، وظالم ولولا خشية الإطالة لنقلته لجودته وأهميته، وانظر أيضًا الفتاوى لابن تيمية (٥/١٠ وما بعدها) .

1 / 61