الملجأ لأن الأمير يعتصم برأيه ويلتجىء إليه في أموره، ومنه الموازرة، وقيل أصله من أزير من الأزر بمعنى القوة فعيل بمعنى فاعل، كالعشير والجليس قلبت همزتها كقلبها في موازن.
وقال أبو البقاء (١): وزيرا الواو أصل لأنه من الوزر والموازرة، وقيل: هي بدل من الهمزة لأن الوزير يشد أزر الموازر وهو قليل، وفعيل هنا بمعنى الفاعل كالخليط.
وفي الصحاح (٢): الوزير: الموازر كالأكيل والمواكل لأنه يحمل عنه (٣) وزره. والوزارة لغة في الوزارة. انتهى.
وفي مفعولي اجعل ثلاثة أوجه:
أحدها: أنهما وزير وهارون، ولكن قدّم المفعول الثاني للعناية، فعلى هذا يجوز أن يتعلق (لي) ب (اجعل) وأن يكون حالا من وزير.
الثاني: أن يكون، «وزيرا»، مفعولا أول و«لي» الثاني و«هارون» بدل أو عطف بيان و«أخي» كذلك.
والثالث: أن يكون المفعول الثاني «من أهلي» و«لي» تبيين، مثل قوله تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)﴾ [الإخلاص]، و«هارون أخي» على ما تقدم ويجوز أن ينتصب «هارون» بفعل محذوف، أي اضمم
_________
(١) في كتابه (التبيان في إعراب القرآن) ٢/ ٨٩٠، وهو الإمام النحوي اللغوي محب الدين عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري، المتوفى سنة ٦١٦ هـ، ترجمته في إنباه الرواة ٢/ ١١٦.
(٢) للجوهري ٢/ ٨٤٥.
(٣) في الأصل: عليه.
1 / 20