خمّارا قليل الدين جدا، وكان يخطب أيام الجمع وهو سكران إلى أن أراح الله الإسلام والمسلمين منه وقتل في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة، وكانت خلافته سنة واحدة وشهرين وعشرين يوما.
الوليد بن عبد الملك،
كنيته أبو خالد، بويع له في مستهل رجب سنة ست وعشرين ومائة وبقي الأمر له خمسة أشهر.
إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك،
ويعرف بإبراهيم الناقص «٣٧»، تولى الخلافة سبعين يوما ومات.
مروان بن محمد بن مروان،
كنيته أبو عبد الملك ويعرف بالحمار، وهو آخر ملوك بنى أمية، بويع له في ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائة، وقيل يوم الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة، سنة اثنتين وثلاثين ومائة وكانت خلافته خمس سنين وثمانية أشهر ويومين «٣٨»، وانقرضت أيام بنى أمية. وكان عبد الله بن عليّ بن عبد الله بن العباس عم السفاح لقيه على الزاب الكبير وكسره واستباح عسكره وقتل أكثرهم وغرق في الزاب من نجا من السيف منهم «٣٩» . ونجا هو بنفسه وقصد نصيبين فأغلق الباب في وجهه فمضى على تلك الحالة إلى دمشق وكانت سرير ملكه وفيها خزائنه وذخائره فأغلق الباب في وجهه فمضى من هناك إلى مصر وحين وصلها بلغه الخبر بأن عبد الله بن عليّ مجدّ في طلبه على أثره [٧ ب] فارتحل منها وأوغل في بلاد المغرب «٤٠» حتى انتهى إلى قرية يقال لها بوصير «٤١» فنزل في دار رئيسها وكان وصوله إليها ضحوة النهار، واتفق أنه انهم قائدا من قواده بأنه يكاتب بنى العباس ويميل إليهم فأمر بسلّ لسانه من قفاه ففعل به ذلك في دار ذلك الرئيس فنزلت سنّورة من الدرجة فرأت اللسان فاختطفته وأكلته، وفي عشية ذلك اليوم وصل عسكر عبد الله بن عليّ إلى تلك القرية ودخلوا الدار التي فيها مروان وسلّوا لسانه من قفاه ورموه على الأرض فجاءت تلك السنّورة بعينها فأخذته وأكلته. ثم بلغهم ما فعل بذلك القائد في صبيحة ذلك اليوم فتعجبوا من ذلك حتى قال واحد
1 / 52