المستنجد لسبب ما نزال نجهله [١] .
وفي الكتاب بعض الإشارات إلى مواضع عمرانية كانت قائمة إذ ذاك وذكر نفسه مع واحدة منها مثل سامراء ودار المملكة، وباب دار الخلافة الّذي جاء به المعتصم من عمّورية. ففي كلامه على بناء سامراء وخرابها قال: «وأمر (المعتصم) ببناء المدينة وأسكن العسكر بها وطولها سبعة فراسخ وهي الآن باقية وأبنيتها جديدة إلا أنها خالية. دخلت من باب من أبوابها أول النهار وخرجت من الآخر بعد الظهر فكانت هي منزلنا في ذلك اليوم» . إلا أنه لم يذكر أن كان قد دخلها منحدرا إلى بغداد أو مصعدا منها، ومتى؟ وهذه الإشارة اليتيمة إن لم توضح لنا زمن قدومه إلى العراق أو خروجه منه فإنّها تثبت أن مؤرخنا كان في بغداد، يؤيد هذا قوله في نهاية كتابه «ولبعدى عن العراق» وإنه كان على معرفة ببغداد، فإنه أشار إلى باب دار الخلافة الّذي جاء به المعتصم من عمّورية ونصبه على باب من أبواب دار الخلافة فقال. «وهو إلى الآن موجود»، وهذه الإشارة أوردها الخطيب البغدادي في تاريخه (٣/ ٣٤٤) فلعله نقلها من تاريخ بغداد وأنه لم يزل حتى أيامه وبعدها لأن ابن الطقطقى المتوفى في حدود سنة ٧٠١ هـ ذكر مثل ذلك (الفخرى ٣١٧) .
وفي إشارة أخرى إلى دار المملكة التي بناها عضد الدولة البويهي قال: «وعاد (طغرلبك) ونزل بدار عضد الدولة التي هي اليوم دار المملكة» .
وفي إشارة أخرى إلى المدينة التي بناها السلطان ملك شاه بن ألب أرسلان قال:
«وفي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة أمر السلطان ... أن تبنى المدينة الجديدة
_________
[١] أما قول العزاوى إنه مال إلى الرحبة وإنه ابن المتقنة فضرب من الحدس عجيب (العمراني وتاريخه ٤٨)، وقد رد مصطفى جواد في تعليقاته على آراء العزاوى دون أن يذكر اسمه. انظر مجمع الآداب ١/ ٨٩١ حاشية، ٢/ ٢٥٨ حاشية، تكملة إكمال الإكمال ١٦٧ حاشية، مختصر التاريخ ٢٢ قال: «ولم تعرف لجمال الدين محمد بن على العمراني مؤلف هذا التاريخ النفيس ترجمة. وقد انتحل له بعض الفضلاء الباحثين من غير تعمد للتزوير ترجمة ابن المتقنة الرحبيّ الفقيه المشهور» .
1 / 13