Mujer de Kambu Kdis
امرأة من كمبو كديس
Géneros
The Foe
بصوته الحلو، ولكن بابكر تحدث عن انتحالات أدونيس أو ما سماه سرقاته من الأصمعي والنفري، ثم أخذ ثلاثتهم يغنون لمريم ماكبا، ثم تعاطوا التمباك، مرة أخرى سأل عن آمنة وعن الكشة والمعاينات للخدمة العامة في جملة واحدة، قال إنه لا يرغب في شيء في هذه الدنيا غير أن يقبل آمنة قبلة واحدة في شفتيها، ثم يقول لها باللغة الفرنسية: أحبك! ولكنه لا يعرف اللغة الفرنسية، وهو أيضا لا يستطيع أن يقبلها.
إذا ما جدوى أن نغني يا آمنة ما جدوى هذا الخريف، بينما هم يحكون عن آمنة وسارة وماريانا إذا بصوت سيدة يأتي من خارج الحجرة الطينية الغبشاء فهتف مذعورا. - إنها، إنها، إنها.
الردفاء بنت السمسمية، إنها دائما تختار الزمن الخطأ.
قال مايكل أكول وكان بصوته رجفة خفيفة حاول إخفائها عن صاحبيه، فخرج صوتا مخنوقا بائسا مشحونا بالجبن وأكثر ارتجافا: ما العمل؟
ولكنها لم تدع لنا وقتا للتفكير؛ بل اندفعت داخله الحجرة فوقف ثلاثتهم دفعة في استقبالها مصافحين إياها واحدا واحدا، كانت أردافها الكبيرة كبيرة، جلست على المنضدة المصنوعة من الفلنكة، المنضدة الصغيرة والتي لم تسع ردفيها؛ مما جعلهما يبرزان على جانبي المنضدة متدليين كقربتين كبيرتين مملوءتين بالزيت، أحس بابكر المسكين إحساسا مزدوجا في ذات نفسه، إحساسا عميقا بالامتلاء وأحس في ذات الآن إحساسا عميقا بالجوع، كانت أردافها الكبيرة كبيرة، وهي تعتذر لائمة نفسها على أنها تسببت في ضربه، فما كان عليها أن تزوره في مثل هذا المكان وهي تعلم أن صاحبة المنزل هي أشرس امرأة في الدنيا؛ لأن بها روح شيطان تتلبسها عندما تغضب، وقالت: إنها قلقة لحاله ولم تنم ليلة البارحة ولم تهتم أبدا بمأساتها هي الشخصية؛ حيث إنها هربت عارية كما ولدتها أمها جارية عبر الأزقة الضيقة المظلمة إلى بيت أسرتها، ولولا أن ستر الله لرآني والدي لولا أنه كان بالجامع في صلاة العشاء.
وقالت: إنها تعرف أن صاحبة المنزل الآن توجد بالسوق الكبير؛ حيث لديها مكان للشواء مشهور ولا تعود إلا بعد المغرب، وكان بإمكانه أن يسر بهذه المعلومة الدافئة وأن يفرح بها أيضا صديقاه إلا أن علمهم بأن السيدة توجد الآن بالمنزل وأنها ستأتي بعد قليل وستجد الردفاء، وستغضب!
قال لها هامسا - في الحق كانت تخنقه عبرة مرة وهو يقول للردفاء: إنها بالمنزل الآن، وكانت هنا قبل قليل وستعود الآن بالغداء!
فنهضت الصبية الردفاء مذعورة وأرادت الانصراف في ذات اللحظة التي سمع فيها الجميع وقع أقدام سيدة المنزل، وهي تترنم بأغنية شائعة في سعادة بالغة ومتعة دافقة، كنا نبحلق في جنون نحو باب الحجرة، نحو بعضنا البعض، نحو الصبية الردفاء والتي لولا الخطر الحادق والرعب الذي نتوقع مواجهته بعد لحظات لضحكنا عليها، لضحكنا حتى الموت، ولكن لا بأس سيضحكون كثيرا إذا خرجوا من هذه المعركة سالمين، وسيحكون لأمل وزوجها السمين، والذي سيضحك إلى أن تنفجر كرشه الكبيرة مصدرة دويا مرعبا، وسيحكون لآمنه وستضحك هي الأخرى إلى أن يحمر خدها، وسيحكون لعبد الله ومحمد وتأبان وكوة تيه، فقط لو خرجوا أحياء من هذا المأزق، سيستأنسون بذكراه وهم يعانقون الجوع والعطالة والهرب على شاطئ النيل أو عند أم بخوت بائعة الشاي.
كانت الصبية الردفاء تحاول الاختباء تحت العنقريب العجوز الصغير، ولكن ردفيها ... فحاولت القفز عبر النافذة الصغيرة المواجهة للحائط الخلفي؛ حيث يصبح بالإمكان الهرب بسلام، ولكن ردفيها ... وعندما عجزت عن أي فعل منقذ غطت وجهها بكفتيها وأغمضت عينيها بشدة وأخذت ترتجف كما لو أنها صعقت بتيار كهربائي منتظرة مصيرها المحتوم، وذلك المصير المشئوم، والذي استطاعت الهرب منه ليلة البارحة بأعجوبة الأعاجيب، كانت الأغنية الجميلة توافي مسامعنا مرعبة كأنها عواء الذئاب، وكلما اقتربت من باب الحجرة وأصبحت أكثر وضوحا كلما كانت أكثر رعبا، فصاحت: بأن يأتي من يساعدها على حمل الطعام ، أين أنت؟
Página desconocida