El Imperio Islámico y los Lugares Sagrados
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
Géneros
صلى الله عليه وسلم ، وحيث دفن الخليفتان الأولان أبو بكر وعمر، ومن هنا ازدادت قدسيته وازداد إقبال الناس على زيارته. على أن لمسجد المدينة مكانة خاصة؛ لأن رسول الله هو الذي أقامه في صورته الأولى، فهو لذلك مسجد أقيم خالصا للمسلمين.
فقد دخل رسول الله المدينة بعد هجرته من مكة، وليس له فيها مكان يقيم به، فلما بركت الناقة التي كان يمتطيها عند مربد يجفف فيه التمر لغلامين يتيمين من بني النجار، سأل - عليه السلام: «لمن المربد؟» وأجابه معاذ بن عفراء أنه لسهل وسهيل ابني عمرو، وهما يتيمان له وسيرضيهما، ورجا رسول الله أن يتخذه مسجدا، وقبل النبي أن يبني في هذا المكان مسجده وأن يبني داره.
وأمر رسول الله، فقطع ما بالمربد من نخل وغرقه وسوى ما كان به من قبور الجاهلية، وجفف ما كان به من الماء، ثم بدأ البناءون يبنون المسجد والرسول معهم ينقل اللبن. وإذ كان البناء بسيطا، جدره من اللبن وسقفه من الجريد وعمده من خشب النخل، فسرعان ما تم.
وبني بيت رسول الله بجوار المسجد، وإلى أن تم بناؤه كان رسول الله يقيم بدار أبي أيوب الأنصاري.
وكانت مساحة المسجد، حين أتم النبي بناءه لأول مرة، لا تزيد على خمسة وثلاثين مترا في ثلاثين، وكان بحجمه هذا كافيا لصلاة المسلمين الأولين بالمدينة من المهاجرين والأنصار، فلما أجلى النبي اليهود عن المدينة وأجلاهم عن خيبر، وخلصت المدينة بذلك للمسلمين، لم يكن بد من أن يزيد النبي في رقعة المسجد، فجعله خمسين مترا في خمسين، وكانت قبلة المسجد يومئذ من جذوع النخل، وقد بقيت متجهة إلى ناحية المسجد الأقصى حتى عدل بالقبلة إلى ناحية الكعبة.
ولم يتخذ رسول الله لنفسه منبرا أول ما بني المسجد، بل كان يخطب الناس مستندا إلى جذع نخلة كانت عمادا من عمد المسجد، فلما شعر أصحابه أن القيام شق عليه صنعوا له منبرا من الخشب درجتين ومجلسا.
توسيع المسجد
وانقضت خلافة أبي بكر والمسجد كما كان على عهد النبي، فلما اطردت زيادة المسلمين رأى عمر أن لا بد من الزيادة في المسجد، فزاد فيه خمسة أمتار من الناحية الجنوبية ونقل القبلة إليها، ونحو ذلك من الناحية الغربية، وخمسة عشر مترا من الناحية الشمالية، ولم يزد شيئا من الناحية الشرقية؛ إذ كانت بيوت أزواج رسول الله أمهات المؤمنين. ولم تكن زيادة عمر المسجد إلا زيادة في رقعته، أما فن البناء فبقي كما كان على عهد رسول الله؛ لأن العرب إلى ذلك العهد كانوا يقصدون بالعمارة سد الحاجة الماسة على أبسط صورة.
وازداد سكان المدينة بازدياد رقعة الفتح الإسلامي، فشكا الناس إلى عثمان ضيق المسجد يوم الجمعة، وشاور عثمان أهل الرأي من الصحابة، فأجمعوا على أن يهدم ويزاد فيه. وهدم عثمان المسجد وزاد فيه بقدر زيادة عمر، ثم أحدث من التطور في عمارته أن بنى جدره بالحجارة المنقوشة، وجعل عمده من حجارة منقورة، أدخل فيها عمد الحديد، وصب فيها الرصاص ونقشها من خارجها، وجعل السقف من خشب الساج.
الوليد يعيد بناء المسجد
Página desconocida