El Imperio Islámico y los Lugares Sagrados
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
Géneros
إني جاعل في الأرض خليفة
قالوا:
أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك .
وأحس الملائكة غضب الله عليهم، فلاذوا بالعرش يتضرعون ويبكون إشفاقا من هذا الغضب، ثم طافوا بعرش الله شيعا كما يطوف الناس بالبيت الحرام وهم يقولون: لبيك اللهم لبيك، ربنا معذرة إليك، نستغفرك ونتوب إليك؛ فأنزل الله الرحمة عليهم، ووضع تحت العرش بيتا هو البيت المعمور، وقال للملائكة: «طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش.» ثم أمر الله الملائكة من سكان الأرض أن يبنوا في الأرض بيتا على مثال البيت المعمور، وأمر من في الأرض أن يطوفوا به كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور. وتجري هذه الرواية بأن الملائكة بنوا هذا البيت الذي يقوم بيت الله الحرام اليوم مكانه قبل خلق آدم بألفي عام.
أما رواية آدم وبنائه البيت الحرام، فتذكر أن آدم سأل ربه بعد أن هبط وزوجه من الجنة: «يا رب، ما لي لا أسمع أصوات الملائكة ولا أحسهم؟» وأجابه ربه: «بخطيئتك يا آدم، ولكن اذهب فابن لي بيتا فطف به، واذكرني حوله كنحو ما رأيت الملائكة تصنع حول عرشي.» فأقبل آدم يتخطى الأرض حتى بلغ مكة فبنى البيت الحرام، وقيل: كان هو يبني وحواء تنقل له الحجارة.
وفي رواية أن شيئا بنى الكعبة بعد آدم، ثم جاء الطوفان في عهد نوح فأغرق الأرض وما عليها وأغرق بناء الكعبة، ثم بوأ الله لإبراهيم مكان البيت، فأقام قواعده مع إسماعيل.
وليس في وسع مؤرخ أن يثبت شيئا - على سبيل القطع - عن الروايات التي وردت عن بناء الملائكة أو بناء آدم أو شيث الكعبة.
وظلت الكعبة على بناء إبراهيم وإسماعيل زمنا لم يحدده مؤرخ، قيل: بناها العمالقة وجرهم بعد ذلك، وقيل: بقيت كما بناها إبراهيم وإسماعيل إلى أن جدد بناءها قصي بن كلاب الجد الخامس للنبي العربي. وتذهب الرواية التي تذكر بناء قصي الكعبة إلى أنه خالف ما كان متبعا من ترك البيت قائما في الفلاة لا يبني حوله أحد إعظاما لحرمته، وأمر الناس فبنوا حول البيت ولم يتركوا إلا قدر المطاف.
خلاف حول الحجر المقدس
وأقام العرب يحجون الكعبة كما بناها قصي، إلى أن ولد محمد بن عبد الله
Página desconocida