وفي الصحيحين أنه قال لعائشة رضي الله عنها في قصة الإفك قبل أن يعلم النبي صلى الله عليه وسلم براءتها، وكان قد ارتاب في أمرها، فقال: "يا عائشة إن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه"(¬1).
وبالجملة لفظ "الرجس" أصله القذر، ويراد به الشرك، كقوله: { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } [الحج: 30]. ويراد به الخبائث المحرمة، كالمطعومات والمشروبات، كقوله: { قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا } [الأنعام: 145] وقوله: { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان } [المائدة: 90]، وإذهاب ذلك إذهاب لكله. ونحن نعلم أن الله أذهب عن أولئك السادة الشكر والخبائث.
ولفظ "الرجس" عام يقتضي أن الله يريد أن يذهب جميع الرجس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بذلك:
وأما قوله: "وطهرهم تطهيرا" فهو سؤال مطلق بما يسمى طهارة. وبعض الناس يزعم أن هذا مطلق، فيكتفي فيه بفرد من أفراد الطهارة، ويقول مثل ذلك في قوله: { فاعتبروا يا أولي الأبصار } [الحشر: 2] ونحو ذلك.
Página 78