والجواب: أن هذا الحديث صحيح في الجملة؛ فإنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي وفاطمة وحسن وحسين: "اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنه الرجل وطهرهم تطهيرا".
وروى ذلك مسلم عن عائشة قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها معه، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }(¬1). وهو مشهور من رواية أم سلمة من رواية أحمد والترمذي(¬2)، لكن ليس في هذا دلالة على عصمتهم ولا إمامتهم.
وتحقيق ذلك في مقامين أحدهما: أن قوله: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }، كقوله: { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج } [المائدة: 6]، وكقوله: { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } [البقرة: 185]، وكقوله: {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم، والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} [النساء: 26-27].
Página 69