376

La Imamía a la luz del Corán y la Sunna

الإمامة في ضوء الكتاب والسنة

Regiones
Siria
Imperios
Mamelucos

فهذه الأحاديث الصحيحة المثبتة لإيمان علي باطنا وظاهرا رد على هؤلاء، وإن لم يكن ذلك من خصائصه، كالنصوص الدالة على إيمان أهل بدر وبيعة الرضوان باطنا وظاهرا؛ فإن فيها ردا على من ينازع في ذلك من الروافض والخوارج، وإن لم يكن ما يستدل به من خصائص واحد منهم. وإذا شهد النبي صلى الله عليه وسلم لمعين بشهادة، أو دعا له بدعاء، أحب كثير من الناس أن يكون له مثل تلك الشهادة ومثل ذلك الدعاء، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد بذلك لخلق كثير ويدعو به لخلق كثير، وكان تعينه لذلك المعين من أعظم فضائله ومناقبه، وهذا كالشهادة بالجنة لثابت بن قيس بن شماس(1) وعبد الله بن سلام(2) وغيرهما، وإن كان قد شهد بالجنة لآخرين. والشهادة بمحبة الله ورسوله لعبد الله حمار الذي ضرب في الخمر(1)، وإن شهد بذلك لمن هو أفضل منه، وكشهادته لعمرو بن تغلب بأنه ممن لا يعطيه لما في قلبه من الغنى والخير لما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إني لأعطي رجالا وأدع رجالا، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطى. أعطى رجالا لما في قلوبهم من الهلع والجزع، وأكل رجالا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير، منهم عمرو بن تغلب"(2).

وفي الحديث الصحيح لما صلى على ميت قال: ”اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم منزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وقه فتنة القبر وعذاب النار، وأفسح له في قبره، ونور له فيه“. قال عوف بن مالك: فتمنيت أن أكون أنا ذلك الميت(3). وهذا الدعاء ليس مختصا بذلك الميت.

الفصل الحادي والعشرون

Página 124