361

La Imamía a la luz del Corán y la Sunna

الإمامة في ضوء الكتاب والسنة

وأيضا فلا يقول: أنا صاحب الجهاد، وقد شاركه فيه عدد كثير جدا.

وأما الحديث فيقال: الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه(1)، ولفظ عن النعمان بن بشير قال: كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج. وقال آخر: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام. وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم. فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو يوم الجمع. ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيه فيما اختلفتم فيه. فأنزل الله عز وجل: { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله } [التوبة: 19] الآية إلى آخرها".

وهذا الحديث ليس من خصائص الأئمة، ولا من خصائص علي فإن الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله كثيرون، والمهاجرون والأنصار يشتركون في هذا الوصف.

وأبو بكر وعمر أعظمهم إيمانا وجهادا، لا سيما وقد قال: { الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله } [الأنفال: 72]. ولا ريب أن جهاد أبي بكر بماله ونفسه أعظم من جهاد علي وغيره.

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ”إن أمن الناس علينا في صحبته وذات يده أبو بكر“(2).

Página 104