La Imamía a la luz del Corán y la Sunna
الإمامة في ضوء الكتاب والسنة
Géneros
وأيضا فالنبي صلى الله عليه وسلم محبته تابعة لمحبة الله، وأبو بكر أحبهم إلى الله تعالى، فهو أحبهم إلى رسوله.
وإنما كان كذلك لأنه أتقاهم وأكرمهم، وأكرم الخلق على الله تعالى أتقاهم بالكتاب والسنة.
وإنما كان أتقاهم لأن الله تعالى قال: { وسيجنبها الأتقى، الذي يؤتي ماله يتزكى، وما لأحد عنده من نعمة تجزى، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى، ولسوف يرضى } [الليل: 17-21].
وأئمة التفسير يقولون: إنه أبو بكر(1).
ونحن نبين صحة قولهم بالدليل فنقول: الأتقى قد يكون نوعا وقد يكون شخصا. وإذا كان نوعا فهو يجمع أشخاصا. فإن قيل: إنهم ليس فيهم شخص هو أتقى، كان هذا باطلا، لأنه لا شك أن بعض الناس أتقى من بعض، مع أن هذا خلاف قول أهل السنة والشيعة، فإن هؤلاء يقولون: إن أتقى الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الأمة هو أبو بكر، وهؤلاء يقولون: هو علي. وقد قال بعض الناس: هو عمر. ويحكى عن بعض الناس غير ذلك. ومن توقف أو شك لم يقل: إنهم مستوون في التقوى. فإذا قال: إنهم متساوون في الفضل، فقد خالف إجماع الطوائف. فتعين أن يكون هذا أتقى.
وإن كان الأتقى شخصا، فإما أن يكون أبا بكر أو عليا. فإنه إذا كان اسم جنس يتناول من دخل فيه، وهو النوع، وهو القسم الأول، أو معينا غيرهما. وهذا القسم منتف باتفاق أهل السنة والشيعة، وكونه عليا باطل أيضا لأنه قال: { الذي يؤتي ماله يتزكى، وما لأحد عنده من نعمة تجزى، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى، ولسوف يرضى } [الليل: 17-21].
وهذا الوصف منتف في علي لوجوه:
Página 63