3- خلفه العادل عمر بن عبد العزيز(99-101ه) الذي دان بالعدل والتوحيد، ورد مظالم بني أمية، ومنع لعن علي (ع) على المنابر . وكان يستلم نصائح زيد عن طريق الرسائل حتى قال عنه بكل إجلال وتقدير: " إن زيدا لمن الفاضلين في قيله ودينه "(1).
4- تولى الحكم بعده يزيد بن عبد الملك (101-105ه) الذي جعل دار الخلافة مرتعا للهو والسكر والطرب، وكانت له جارية اسمها "حبابة" قد شغفها حبا، رماها بحبة عنب فوقعت في حلقها فشرقت بها وماتت، فمات بعدها بيسير أسفا عليها، ونبشها بعد الدفن ولم يدفنها حتى تغير ريحها0 وفي عهده ، بلغ الصراع القبلي أوجه الأمر الذي زعزع أركان الدولة الأموية ومزقها، ومهد لثورة العباسيين. فقد استنزفت الثورات المسلحة التي قامت ضدهم أموالا طائلة وقضت على عدد غير قليل من خيرة رجالهم.
5- تولى الحكم بعده هشام بن عبد الملك ، والإمام زيد حينذاك في الثلاثين من عمره. وقد تميز عصره بسوء العلاقة بين الحكام والمحكومين، وكان هشام بخيلا، حسودا، فظا، ظلوما، شديد القسوة، بعيد الرحمة، طويل اللسان " (2)، وكان يخصص يوما في الأسبوع لشرابه، حتى لقد تمنى أهل الشام أن يخلفه من يرحمهم من ظلمه وسوء معالجته الإدارة التي دامت على ما يزيد عن عشرين عاما. وفي عصره أصيبت القوة العسكرية بانتكاسة شديدة، وكان عام 112ه من أقسى الأعوام على المسلمين حين انهزموا أمام الترك.
Página 6