صفته:
... كان (ع) أبيض اللون، أعين (واسع العين)، مقرون الحاجبين، تام الخلق، طويل القامة، كث اللحية، عريض الصدر، أقنى الأنف، أسود الرأس واللحية إلا أنه خالطه الشيب في عارضيه. وكان وسيما، جميلا وأديبا يشبه بأمير المؤمنين (ع) في الفصاحة والبلاغة والبراعة حتى انتهت الفصاحة والزهادة والعبادة من بني هاشم إلى زيد بن علي (ع). فله في الزهد والكرم ومحاسن الأخلاق ما ليس لغيره من أهل زمانه.
وشهد له بالبلاغة والفصاحة أهل الاختصاص في عصره، فقال الكميت بن زيد الأسدي - وهو من فحول الشعراء والفصحاء - : " ما رأيت قط أبلغ من زيد بن علي"(1). وقال عنه ألد أعدائه هشام بن عبد الملك: " إن له لسانا أحد من السنان، وأمضى من السيف، وأبلغ من السحر والكهانة " (2). ويروى أن سيبويه كان يحتج بأشعار الإمام زيد (ع).
... أما عبادته (ع) فغنية عن التعريف لما فيها من سمو ورقي. فقد عرف الله حق المعرفة بحيث أخذت منه كل مأخذ؛ فهو يسمع الشيء من ذكر الله فيغمى عليه حتى يقول القائل: ما هو بعائد إلى الدنيا، ويستمع إلى آيات الله بما فيها من ترغيب وترهيب فيميل كميل الشجرة في اليوم العاصف.
قال أخوه عبد الله بن علي: "كان أخي زيد إذا قرأ القرآن بكى حتى نظنه سيموت" (3).
Página 3