وقع بين سعيد بن حميد وبين فضل الشاعرة، مشاجرة لشيء بلغها عنه، فكتب إليها:
تعالي نجدد عهود الصبا ... ونصفح عن الذنب فيما مضى
ونجري على سنة العاشقين ... ونضمن عني وعنك الرضا
ويبذل هذا لهذا رضاه ... ويصبر في حبه للقضا
ونخضع ذلًا خضوع العبيد ... لمولى عزيز إذا أعرضا
فإنى مذلج هذا العتاب ... كأنى أبطنت جمر الغضى
فصارت إليه، وصالحته.
قال أبو الفرج: ولهاشم بن سليمان في هذا الشعر لحن من ثقيل الأول بالوسطى، ذكره لي عمي وإبن بانة.
حدثني جعفر بن قدامة، قال حدثني ميمون بن إبراهيم، قال: كنت أنا وسعيد بن حميد، نشرب عند الحسن بن مخلد فجاء سعيد برقعة، عن فضل الشاعرة فدفعها إليه فقرأها، ولحظه الحسن، فقال له بحياتي هذه رقعة فضل الشاعرة؟! فشور ثم صدقه، فقال هاتها: فأعطاه إياها، وقرأناها فإذا فيها مكتوب:
نفسي فداؤك طال العهد وإتصلت ... منك المواعيد والليان والخلف
1 / 72