Obligando al Nasib en la Demostración del Imán Ausente

Cali Hairi Yazdi d. 1333 AH
155

Obligando al Nasib en la Demostración del Imán Ausente

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب

صخرة لو جمع عليها كل معول بخراسان لم يتهيأ قلعها ، ثم قال في الذي عند الرجل والذي عند الرأس مثل ذلك ، ثم قال : ناولني هذا التراب فهو من تربتي.

ثم قال : سيحفر لي في هذا الموضوع فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل ، وأن يشق ضريحه لي فإن أبوا أن يلحدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبرا ، فإن الله تعالى سيوسعه ما يشاء ، فإذا فعلوا ذلك فإنك ترى عند رأسي نداوة فتكلم بالكلام الذي اعلمك ، فإنه ينبع الماء حتى يمتلئ اللحد وترى فيه حيتانا صغارا ففت لها الخبز الذي اعطيك فإنها تلتقطه ، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتى لا يبقى منها شيء ، ثم تغيب فإذا غابت فضع يدك على الماء ثم تكلم بالكلام الذي اعلمك ، فإنه يغيض الماء ولا يبقى منه شيء ، ولا تفعل ذلك إلا بحضرة المأمون ، ثم قال : يا أبا الصلت غدا أدخل إلى هذا الفاجر فإن أنا خرجت مكشوف الرأس فتكلم أكلمك وإن خرجت وأنا مغطى الرأس فلا تكلمني.

قال أبو الصلت : فلما أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس فجعل في محرابه ينتظر ، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال له : أجب أمير المؤمنين فلبس نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه حتى دخل على المأمون وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة ، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه ، فلما أبصر الرضا وثب إليه فعانقه وقبل ما بين عينيه وأجلسه معه ، ثم ناوله العنقود وقال له : يا ابن رسول الله ما رأيت عنبا أحسن من هذا.

قال له الرضا عليه السلام : ربما يكون عنبا حسنا يكون من الجنة. فقال له : كل منه. فقال له الرضا : تعفيني منه. فقال : لا بد من ذلك وما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشيء ، فتناول العنقود فأكل منه ثم ناوله فأكل منه الرضا عليه السلام ثلاث حبات ثم رمى به وقام. فقال المأمون : إلى أين؟ فقال عليه السلام : إلى حيث وجهتني ، وخرج مغطى الرأس فلم اكلمه حتى دخل الدار ، فأمر أن يغلق الباب فغلقت ثم نام عليه السلام على فراشه ، ومكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا ، فبينا أنا كذلك إذ دخل علي شاب حسن الوجه ، قطط الشعر أشبه الناس بالرضا فبادرت إليه فقلت له : من أين دخلت الدار والباب مغلق. فقال : الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق. فقلت له : ومن أنت؟ قال لي : أنا حجة الله عليك يا أبا الصلت أنا محمد بن علي ، ثم مضى نحو أبيه عليهما السلام فدخل

Página 163