علم علل الحديث ودوره في حفظ السنة النبوية

Wasiullah Abbas d. Unknown
66

علم علل الحديث ودوره في حفظ السنة النبوية

علم علل الحديث ودوره في حفظ السنة النبوية

Editorial

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Géneros

وقال المنذري في الترغيب: “إسناده صحيح متصل”. وهذا الإسناد الذي حكموا عليه بالصحة لا شك أن رجاله ثقات ولكن له علة خفية، وهي عنعنة الحسن وهو البصري. قال الذهبي فيه: “كان الحسن البصري كثير التدليس، فإذا قال في حديث: عن فلان، ضَعُفَ احتجاجه، ولا سيما عمن قيل: إنه لم يسمع منهم كأبي هريرة ونحوه” (١) . وهو وإن كانوا قد ذكروا له سماعًا من عبد الله بن مُغَفَّل، فليس معنى ذلك أن كل حديث له عنه موصول سمعه منه، بل لا بُدّ من تصريحه بالسماع من كل صحابي، يروي عنه ليكون حجة خاليًا من عِلَّةٍ، هذا هو الذي يقتضيه علم مصطلح الحديث (٢) . ومن أمثلته: قال مُهنّا قلت لأحمد ويحيى: حدثوني عن عبد المجيد بن أبي روّاد عن عبيد الله بن عُمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: "لكل أمة فرعون، وفرعون هذه الأمة معاوية بن أبي سفيان"، فقالا جميعًا: ليس بصحيح، وليس يعرف هذا الحديث من أحاديث عبيد الله ولم يسمع عبد المجيد بن أبي روَّاد من عُبيد الله شيئًا، ينبغي أن يكون عبد المجيد دلّسه سمعه من إنسان فحدث به (٣) . والانقطاع في الإسناد سبب مضعف للحديث كما هو واضح وهو قد يكون ظاهرًا وقد يكون خفيًا.

(١) ميزان الاعتدال (١/٥٢٧) . (٢) ينظر ضعيف سنن أبي داود (١/١٨) . (٣) المنتخب من العلل للخلال (ص٢٢٧) .

1 / 68