حتى يجف ويتمادى على صلاته^(١).

- أن اليسير جدا في الصلاة معفو عنه، كحك الجسد والإشارة الخفيفة، والمشي إلى الفرجة القريبة لسدها، والالتفات اليسير، فكل هذا لا ينقض الصلاة في حالتي العمد والسهو^(٢).

- أن الغرر اليسير لا يفسد البيع، لأنه لا يكاد يخلو عقد منه^(٣).

إن إدخال هذه الفروع في قاعدة (اليسير معفو عنه) يُسَهِّل حفظها وسرعة استحضارها، ويُمَكِّنُ من إدراك الروابط التي تجمع بينها. ومن هذه الروابط: أن الشيء اليسير أو القليل في العبادات أو في المعاملات، والذي لا يخل بأصل التكليف ولا يفسد العبادة أو المعاملة، ولا يفَوَّت مصلحة الإنسان، فإنه معفو عنه وغير مُلْتَفَتٍ إليه، فكأنه في هذه الحالة غير موجود.

الفائدة ٢: تشكيل العقلية الفقهية، أو تكوين الملكة الفقهية ،عند دارس هذه القواعد ،وذلك لأن تتبع الفروع الفقهية لتجميعها، ثم صياغة القواعد بحسب فروعها، ثم تطبيق هذه القواعد ومعالجة مختلف متعلقاتها ومشتملاتها وأبعادها، فإن كل هذا يشكل الفرص الثمينة للدارس كي ينظر في الأحكام الفقهية وفي الأدلة الشرعية وفيما يتصل بذلك من أسرار وتعليلات وترجيحات واختيارات، وغير ذلك من المعلومات الشرعية الإسلامية التي ستبني العقلية الفقهية وتُوجِد الملكة الفقهية التي سيكون لها دورها في الإفتاء والاستنباط والاجتهاد والتربية والإصلاح والتوجيه والتعليم، فضلا عن تصحيح القيام بالتكليف الشرعي والتدين الإسلامي.

وعلى سبيل المثال، فإن الاطلاع على الفرع الفقهي: (الغرر اليسير لا يفسد البيع لأنه لا يكاد يخلو عقد منه) المذكور في قاعدة (اليسير معفو عنه)، فإنه سيكون مناسبة للاطلاع مثلا على حقيقة الغرر وتعريفه، وعلى الغرر اليسير والكثير والضابط في ذلك، وعلى حقيقة البيع وشروطه وآدابه، وعلى ما يتصل بذلك من أدلة ومعان ومعطيات شرعية.