أو الإلياذة الصغرى أن تمدنا بعدة مآس. ومما لا يمكن إنكاره أن ملاحظات أريسطو هذه من بين الملاحظات الأكثر تعمقا، التي قيلت عن هوميروس.
ليست هذه الملاحظات آخر ما قيل عن هوميروس في العصور القديمة، ولا يختلف مسلك العلماء السكندريين في أساسه عن تلك عندما فحصوا نصوص هوميروس سطرا سطرا، لتخليصها من الزوائد الدخيلة فيؤيدونها دائما بقولهم إنها صادرة عن مؤلف عظيم، رغم أنه كان هناك بعض منهم راغبون في «فصل» الإلياذة عن الأوديسة.
ومنذ عصور الإمبراطورية الرومانية المبكرة، لدينا كتيب جيد عن مظاهر الجمال الفني ينسب إلى لونجينوس
Longinus
أو إلى ديونيسيوس
Dionysius
وهي رسالة عن الذروات التي حققت في الأدب (
Hypsos
هي الكلمة الإغريقية التي بمعنى «الذروات»، المستعملة في الأدب الحديث ولكنها قلما تفيه حقه)، وتتضمن هذه الرسالة ملاحظة عن تاريخ حياة هوميروس، وهي على الأقل موثوق بها كأي شيء آخر ذكر في الكتيب الذي تكلمنا عنه، والذي قد يحتمل أنه كان معاصرا للونجينوس، وليس لونجينوس، مؤلفه هذا، ناقدا لهوميروس. إنه ذو عين فاحصة للسمات البائدة التي تضمنها مؤلفه هذا. وقد مكنته روحيته من العثور على أمثال الذروات الأدبية البحتة، حتى في «صانع قانون اليهود»، وفي سفر التكوين
Genesis
Página desconocida