127

La Ilíada

الإلياذة

Géneros

Laertes »،

7

سليل زوس، أي «أوديسيوس» يا كثير الحيل، أحقا أنكم سوف تعتلون ظهور سفنكم ذات المجاذيف الكثيرة لتهربوا إلى وطنكم العزيز؟ وأنكم ستتركون لبريام والطرواديين «هيلينا» الأرجوسية، موضع فخرهم، التي هلك من أجلها كثير من الآخيين في طروادة، بعيدا عن وطنهم المحبوب؟ ألا اذهب الآن وسط جيش الآخيين، ولا تكبح جماح نفسك أكثر من هذا، وبكلماتك العذبة حاول أن تمنع كل رجل، ولا تحملهم عناء جر سفنهم المقوسة إلى البحر.»

تمثال للربة «أثينا» ربة الحكمة، معروض بالمتحف الأهلي بمدينة «أثينا» وهو منقول منذ زمن بعيد عن تمثال «الربة أثينا» للمثال الخالد «فيدياس».

وإذ قالت هذا، عرف هو صوت الربة وهي تكلمه فانطلق يجري، وخلع عنه عباءته فالتقطها سائقه «يوروباتيس الإيثاكي»، الذي كان يقوم بخدمته. وذهب هو بنفسه مباشرة إلى أجاممنون بن أتريوس، فتسلم من يده صولجان آبائه، الذي لا يبلى قط، وشق به طريقه بمحاذاة سفن الآخيين ذوي الحلل البرونزية. وكان كلما قابل أحدا - سواء أكان رئيسا، أم صاحب مكانة - يذهب إلى جانبه ويحاول إيقافه بألفاظ رقيقة، قائلا: «سيدي، يبدو أنه لا داعي لفزعك كما لو كنت جبانا، فهل لك أن تجلس أنت نفسك وتدع باقي شعبك يجلس. فإنك لست تعرف بوضوح ماذا يدور في عقل ابن أتريوس. إنه الآن يجرب فقط، وسرعان ما سيضرب أبناء الآخيين. ألم نسمع جميعا ما قاله في المجلس؟ حذار، خشية أن يدبر في غضبه شرا لأبناء الآخيين، فإن قلب الملوك يزهو؛ لأن لهم حظوة عند السماء، ومجدهم من لدن زوس. وزوس، رب المشورة، يحبهم!»

بيد أنه كان لا يرى أحدا من الناس يزمجر، إلا ويضربه بصولجانه، ويعنفه بقوله: «اجلس هادئا، أيها الزميل، وأصغ إلى كلام من هو أفضل منك إذ إنك جبان وضعيف، لا يعتمد عليك في حرب أو مشورة، إننا لا نستطيع جميعا أن نصبح ملوكا هنا، بأية حال من الأحوال. فما كثرة السادة بالشيء الحسن، ولم يمنح ابن كرونوس، ذو المشورة الملتوية، الصولجان والأحكام إلا لملك واحد، كي يستطيع أن يسدي النصح لقومه.»

هكذا طاف في أرجاء الجيش مسيطرا، وأسرعوا هم عائدين من سفنهم وأكواخهم إلى مكان الاجتماع، محدثين جلبة كدوي موجة البحر الصاخب عندما ترتطم بالساحل الطويل، والبحر يزمجر. وكان الآخرون قد جلسوا الآن واستقروا في أماكنهم، ولم يمض في ثرثرته غير «ثيريستيس

Theristes »

8

الذي لا ينتهي له كلام، والذي ملئ عقله بذخيرة كبيرة من الكلمات السقيمة الترتيب؛ ولذا كان ينطق دائما بالسباب ضد الملوك في إهمال، وبلا ترتيب، بل بما يعتقد أنه يثير الضحك بين أهل أرجوس، وكان أقبح خلقة من جميع الرجال الذين قدموا إلى طروادة: كان معوج الساق، يعرج بإحدى قدميه، وكانت كتفاه مقوستين، تنحدران معا فوق صدره، ومن فوقهما يميل رأسه، وعليه ينمو قدر ضئيل من الشعر. كان أمقت الجميع لدى أخيل وأوديسيوس؛ لأنه كان دائم السباب لكليهما، ولكنه الآن كان يصيح بالشتائم ضد أجاممنون العظيم! ... كان الآخيون غاضبين عليه أشد الغضب، ويكنون له الاحتقار في قلوبهم. ومع ذلك فقد صاح بصوت مرتفع، ينحي باللائمة على أجاممنون: «يا ابن أتريوس، ماذا يغضبك الآن، وماذا ينقصك؟ خيامك عامرة بالبرونز، وفي أكواخك نساء كثيرات، غنائم منتقاة نقدمها نحن الآخيين إليك - قبل أي شيء آخر - كلما استولينا على قلعة. أما زلت بعد ذلك تريد مزيدا من الذهب الذي سوف يحضره لك أحد الطرواديين مروضي الجياد من طروادة، فدية عن ابنه الذي ربما أكون قد كبلته وأسرته، أنا أو أي شخص آخر من الآخيين؟ أم تريد أن يجلبوا إليك أسيرة حسناء كي تنعم بحبها، وتستأثر بها وحدك؟ ولكن كلا؛ إذ لا يعقل أن يكون قائد الآخيين هو الذي يجلب على أبنائهم الشر والكوارث بنفسه! أيها الحمقى! أيها الأنذال، يا مجلبة العار، يا نساء «آخيا»، يا من لم تعودوا رجالا. هيا نعود إلى الوطن بسفننا ونترك هذا الزميل هنا في أرض طروادة ليجتر غنائمه ويكلل جبينه بأكاليل الغار؛ كي يعرف هل كنا نبغي مساعدته أم لا، إنه لم يحترم أخيل، ذلك الرجل الذي يفوقه بكثير؛ فقد أخذ منه غنيمته واستأثر بها، مقترفا بنفسه هذا العمل المتعجرف. ومن المؤكد أنه لا توجد في قلب أخيل ذرة من الغضب، نعم، إنه لم يكترث قط، والآن يا ابن أتريوس، أتريد أن تقوم بوقاحة أخرى لآخر مرة؟»

Página desconocida