لوحة للفنان «ج. ف . واتس»، تمثل كبير الآلهة «زوس» في طفولته.
قال ذلك، ثم قفز واقفا، ووضع الكأس المزدوجة في يد أمه العزيزة، وقال لها: «انشرحي صدرا يا أماه، وتحملي حزنك بصبر، لئلا تبصرك عيناي مضروبة، وأنت العزيزة على نفسي، وعندئذ لن أستطيع بحال ما أن أمد لك يد المساعدة، رغم حزني العميق، فإن الأوليمبي خصم قوي في العراك. حقا، فإني أذكر أنني عندما أردت إنقاذك مرة قبل الآن، أمسك بي من قدمي، وقذف بي من العتبة السماوية، فبقيت طول اليوم معلقا! وعند غروب الشمس وقعت في «ليمنوس»
42
وليس بي سوى رمق ضئيل من الحياة. وهناك أسرع قوم من «السنتيس»
43
للعناية بي في سقطتي.»
وإذ قال ذلك، ابتسمت الربة هيرا، الناصعة الذراعين وتناولت بيدها الكأس من ابنها وهي تبتسم. ثم صب الابن الخمر لجميع الآلهة الآخرين من اليسار إلى اليمين، وسكب شراب الآلهة العذب من الطاس. وفجأة علا الضحك الجارف بين صفوف الآلهة «المباركين»، عندما أبصروا «هيفايستوس» يلهث في أرجاء القصر.
وهكذا ظلوا في وليمتهم طوال اليوم كله حتى غروب الشمس، لم ينقصهم شيء من عناصر الوليمة الفاخرة، ولا القيثارة الجميلة التي كان يمسك بها أبولو، ولا حتى ربات الشعر اللواتي أخذن ينشدن، مجيبات الواحدة على الأخرى بأنغام رخيمة.
بيد أنه عندما غاب ضوء الشمس المتألق، انصرف كل منهم إلى بيته طلبا للراحة، وكان «هيفايستوس» الشهير، الرب ذو الذراعين القويتين، قد شيد لكل منهم قصرا بمهارة فائقة. وذهب «زوس» الأوليمبي، سيد البرق، إلى مخدعه؛ إذ كان يتوق منذ أمد إلى الراحة، بعد أن داعب النوم الحلو جفونه. فصعد إلى هناك ونام، وإلى جواره رقدت «هيرا» ذات العرش الذهبي.
الأنشودة الثانية
Página desconocida