114

La Ilíada

الإلياذة

Géneros

عندئذ حدجه أخيل بنظرة غاضبة من تحت حاجبيه، وخاطبه قائلا: «يا لي منك أيها المتدثر بعدم الحياء، يا ذا العقل الداهية، كيف يمكن لأي رجل من الآخيين أن يطيع أمرك بصدر رحب، سواء في القيام بالرحلة أو في مقاتلة الأعداء بحمية؟ أنا مثلا لم آت إلى هنا بدافع البغض للطرواديين؛ فإنهم لم يخطئوا معي قط. لم يسبق لهم بأية حال من الأحوال أن سلبوني أبقاري أو جيادي، كما لم يسبق لهم في «فثيا

»

24

العميقة التربة، مهد الرجال، أن بددوا المحصول؛ إذ تفصل بيننا حوائل كثيرة - جبال ذات ظلال، وبحر صاخب - أما أنت، يا من لا تستحي، فقد تبعناك إلى هنا لكي تكون مسرورا، وتسعى إلى كسب النصر لمينيلاوس

Menelaus

25

ولنفسك، يا وجه الكلب، والثأر من الطرواديين، لكنك لا تعمل لهذا حسابا، ولا تفكر فيه إطلاقا، ومع ذلك فإنك تهدد بأن تأخذ بنفسك الغنيمة التي تعبت أنا من أجلها كثيرا، والتي أعطانيها أبناء الآخيين! إني لم أحصل قط على غنيمة كغنيمتك، عندما كان الآخيون ينهبون حصنا طرواديا مزدحما بالسكان. كلا، وإن يدي قد حملتا عبء الحرب الطاحنة، حتى إذا ما جاء وقت تقسيم الغنائم كانت غنيمتك أعظم بكثير، بينما أعود أنا إلى سفني بشيء يسير ولكنه يصبح ملكا لي بحق، عندما أمل القتال. والآن سأرجع إلى «فثيا»؛ إذ أرى من الخير أن أعود بسفني المدببة إلى الوطن، فأنا لم أقصد المجيء إلى هنا لينالني العار، بأن أشبع جشعك بالبضائع والأموال!»

وعندئذ أجاب ملك البشر، أجاممنون: «إذن، فاهرب، إن كان قلبك يأمرك، فلست أنا الذي يناشدك البقاء إكراما لخاطري. فإن معي آخرين سيشرفونني، وفوق كل شيء «زوس» سيد المشورة. إنك في نظري أبغض الملوك جميعا يا من نشأ على منوال زوس؛ لأنك دائما ميال إلى المشاحنات والحروب والقتال. ومهما بلغت قوتك وشجاعتك، فإني أعتقد أن الآلهة هي التي منحتك هذه الصفات، فاذهب إلى وطنك مع سفنك ورجالك، وسيطر على جماعتك من «المورميدون

Myrmidons »

26

Página desconocida