42
وبرتين في «المسألة الهوميرية».
43
وليس لنا في هذا المقام الضيق أن نفصل الأدلة التي أوردوها، ومع هذا فلا بد من إلقاء نظرة مجملة على الإلياذة؛ لاستجلاء ما إذا كان يصح القول بكونها من نظم غير واحد من الشعراء.
علمنا مما تقدم في فذلكة سيرة هوميروس ورأي المتقدمين والمتأخرين فيه أنه لم يبق محل للريب في نظر المحققين أن شاعرا يلقب بهوميروس نبغ في القرون الغابرة، ونظم الإلياذة والأوذيسية، وقد أجمعت النصوص التاريخية والآثار العادية على أنه كان بمنزلة يقصر عن إدراك شأوها سائر الشعراء، فما بقي من ثم سبيل إلى إنكار وجوده.
وإنما بقي علينا أن نعلم ما إذا كانت الإلياذة كلها من نتاج تلك القريحة الوقادة .
وحدتها
لقد علم المطالع اللبيب من سياق كلامنا، ولا سيما من بحثنا في سلامة الإلياذة من التحريف والتصحيف، والزيادة والنقصان أننا إذا أنكرنا على ولف مذهبه لا نتطرف في الإنكار إلى حد الأخذ بمذهب الدكتور شليمن الألماني
44
الذاهب إلى إثبات حقيقة الكلي والجزئي فيها، وإسناد كل ذلك إلى المكتشفات الأثرية، فاعتقادنا إذن مقصور على أن هوميروس هو ناظم الإلياذة، وأنه هو ناسج بردها، وناظم عقدها من أولها إلى آخرها بصرف النظر عن الحقائق التاريخية البحتة، وعما قد يتخللها من ساقط ودخيل.
Página desconocida