وقال لفوليدماس مجيبا
وهنا في بعض النسخ بيت يقول: «أن هكطور وثب إلى الأرض من مركبته» وهو لا شك دخيل من غير نظم الشاعر؛ لأن سياق الحديث يدل على أن الطرواد غادروا مركباتهم، وزحفوا مشيا على الأقدام.
هذا وإن في الإلياذة بضعة أبيات لا أرى لها محلا أصلا، ولو خيرت لحذفتها ولكنه لا سبيل إلى ذلك؛ لأنها مثبتة في كل النسخ، مثال ذلك قول إيريس إذ أنفذها زفس برسالة إلى هيرا وأثينا، فبعد أن بلغتهما قوله كجاري العادة قالت لأثينا: (ن 8)
وأنت أيا شر الكلاب وقاحة
أتلقين بالريح الثقيل أبا الورى
فإنها تجاوزت حد مهمتها وفاهت بكلام بذيء لم يفه به زفس، ولم يتفق للشاعر أن أتى بأمثاله فضلا عن أنه كلام لا يجوز أن يوجه إلى أثينا ربة الحكمة، وحيثما ذكرها هوميروس فإنه يذكرها بالتعظيم والتبجيل.
ومثل ذلك قوله بلسان فطرقل في النشيد السادس عشر متهكما على قبر يون، وهو مهو قتيلا من مركبته إلى الأرض:
وهكطور صاح به قائلا:
فيا للباقته كيف يجري
فلو من سفينته واثبا
Página desconocida