16

Iktifa

الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء

Investigador

محمد عبد القادر عطا

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٠ هـ

Ubicación del editor

بيروت

رأوه، فلزمهم وقال: كيف أصدقكم وأنتم تصفون بعيرى بصفته!! فساروا حتى قدموا نجران، فنزلوا بالأفعى الجرهمى، فنادى صاحب البعير: بعيرى، وصفوا لى صفته، ثم قالوا: لم نره! فقال لهم الأفعى: كيف وصفتموه، ولم تروه؟ فقال له مضر: رأيته يرعى جانبا ويدع جانبا فعرفت أنه أعور. وقال ربيعة: رأيت إحدى يديه ثابتة الأثر والأخرى فاسدة الأثر، فعلمت أنه أفسدها لشدة وطئه لازوراره. وقال إياد: عرفت بتره باجتماع بعره، ولو كان ذيالا لمصع به. وقال أنمار: عرفت أنه شرود، أنه كان يرعى فى المكان المتلف نبته، ثم يجوزه إلى مكان أرق منه وأخبث. قال الشيخ: ليسوا بأصحاب بعيرك، فاطلبه. ثم سألهم من هم؟ فأخبروه، فرحب بهم وقال: تحتاجون إلى وأنتم كما أرى! فدعا لهم بطعام، فأكل وأكلوا وشرب وشربوا. فقال مضر: لم أر كاليوم خمرا أجود لولا أنها نبتت على قبر. وقال ربيعة: لم أر كاليوم لحما أطيب لولا أنه ربى بلبن كلبة. وقال إياد: لم أر كاليوم رجلا سرنى لولا أنه ليس لأبيه الذى يدعى له. وقال أنمار: لم أر كاليوم كلاما أنفع فى حاجتنا. وسمع صاحبهم كلامهم، فقال: ما هؤلاء؟! إنهم لشياطين. ثم أتى أمه، فسألها، فأخبرته أنها كانت تحت ملك لا يولد له، فكرهت أن يذهب الملك، فأمكنت رجلا نزل بهم من نفسها، فوطئها، فجاءت به. وقال للقهرمان: الخمر التى شربناها ما أمرها؟ قال: من حبلة غرستها على قبر أبيك.

1 / 13