من الجبان، وأستشهد على رؤية الهلال من هو من جملة العميان؟! كم بين من قيل فيه: (فلمآ آتاهم من فضلِه بَخِلوا به) وبين من قيل فيه: (ويُؤثرون على أنفسِهم ولو كان بهم خَصاصَةٌ) .؟! بيننا وبين القوم كما بين لبيقظة والنوم:
لا تَعْرِضَنَّ لذكرنا في ذكرهم ... ليس الصحيحُ إذا مشى كالمقعد
فيا من يطمع في علو الدرجات من غير عمل صالح هيهات هيهات! (أَمْ حَسِبَ الذين اجْتَرحوا السيئاتِ أن نجعلَهم كالذين آمنوا وعَمِلوا الصالحاتِ):
نزلوا بمكة في قبائلَ نوفلِ ... ونزلتُ بالبيداء أبعدَ منزل
" الثاني من الدرجات ": لين الكلام، وفي رواية: " إفشاء السلام ". وهو داخل في لين الكلام، وقد قال الله ﷿: (وقُولوا للناس حُسنًا)، وقال تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسنُ)، وقال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسنُ فإذا الذي بينَكَ وبَينَهُ عداوةٌ كأَنَّهُ وليٌّ حميم " وما يُلقّاها إلا الذين صبروا وما يُلقّاهآ إلا ذُو حظٍّ عظيمٍ)، وقال تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسنُ)، وقال تعالى: (ولا تُجادِلوآ أهلَ الكتابِ إلا بالتي هيَ أحسنُ إلا الذين ظلموا منهم)، ولما قال النبي (: " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " قالوا له: وما الحج المبرور يا رسول الله؟ قال: " إطعام الطعام، ولين الكلام ". خرجه الإمام أحمد، وقد تقدم في ذكر
1 / 80